لقد أبغضت نفسي في مشيبي
فكيف تحبني الخود الكعاب؟!
الشعر والظهر
رأيت امراة لحقتها الشيخوخة، فذهبت نضرتها، وتجعدت أسرتها، وابيض شعرها، وانثنى ظهرها، فصبغت شعرها خلاصا من عارها، فقلت لها: لئن استعدت بالصبغ سواد الشعر، فكيف تستعيدين اعتدال الظهر؟! ورأيت رجلا أدبر صباه وتولى عنه الشباب، وأقبل عليه الشيب، فحاول إخفاءه بالخضاب، فقلت له:
يا خاضب الشيب بالحناء تستره
سل الإله له سترا من النار
من يرحل الشيب عن دار يلم بها
حتى يرحل عنها صاحب الدار
ولا تنهرهما
كنت في جنون شبابي أنهر أمي، فجلست أمامي يوما وأسندت رأسها بيدها وبكت حتى أبكتني، وقالت لي: هل نسيت أيام طفولتك حتى تسيء إلي، وأنا التي أحسنت إليك، وسهرت عليك، أم زينت لك نفسك أن تقابل الكرامة بالإهانة، وأن تكافئني على الخير بالشر - وكلا الأمرين مر؟! وما زلنا نبكي وأستعطفها وتلومني حتى ثبت إلى الله، وثبت إلى الحق، فعفت عني، وما زلت أكرمها وتحبني حتى فرق الموت بينها وبيني، فخرق الحزن قلبي، وقرح البكاء عيني.
अज्ञात पृष्ठ