बिना शुरुआत और अंत की कहानी
حكاية بلا بداية ولا نهاية
शैलियों
فهتف الشيخ تغلب: حذار من الشك!
فقال الرجل بامتعاض: لقد زرعته في قلبي يا شيخ تغلب. - ثمة جوهر حقيقي باق تحت ركام من أوهام لا قيمة لها. - أنت نفسك لم تعد تؤمن بمعجزات الأكرم. - أكرر القول بأن معجزته الحقيقية هي أنه رغم خطاياه قد بلغ المراد باجتهاده.
هز الرجل رأسه بمرارة فقال الشيخ تغلب: اعزم، العمل يقتل الشك، النجاح يقتلعه من جذوره، في وسع أي إنسان أن يكون نافعا للناس، على ضعفي وعجزي كنت القوة التي أقنعت كثيرين من أولياء الأمور بإرسال أبنائهم إلى المدارس!
ضحك الشيخ محمود بمرارة وقال: أرسلتهم في الطريق الذي قوض أركان إيمانهم! - الإيمان يتجدد تحت مظاهر شتى خلال الزمن. - ما جدوى المناقشة ونحن على وشك القتال؟! وقد يقتل الأب ابنه أو يقتل الابن أباه؟!
فقال العجوز برجاء: ما كان بوسع أحد أن ينالك بأذى لو أنك ...
فقاطعه بضيق: لكنهم يزيحون ملكا مغتصبا عن عرش زائف! - معذرة يا بني فإني لا أنطق إلا عن صدق، وأردت القول بأنه لو أنك مارست حياة الطريق الشاقة الطاهرة لما تعرض لك أحد بسوء أو لما باليت بما يتعرضون لك به.
قام الرجل متوترا. مضى نحو باب السلاملك، وجعل يرنو إلى الحديقة التي ذابت تفاصيلها في أمواج الظلام فتبدت أشجارها كالتلال حينا وكالوحوش حينا آخر. ومن موقفه جاء صوته قائلا: يخيل إلي أنه لم يعد لي مقام ها هنا!
هتف العجوز بجزع: مولاي! - لعل ذلك يحل الأزمة المستعصية. - لكن الأزمة لا تحل بالهرب.
استدار نحوه مقتربا وهو يقول: ثمة خواطر مغرية تدعوني إلى طرح المتاعب أرضا واستقبال حياة بسيطة سعيدة! - حياة بسيطة سعيدة؟! - لي من المال ما ييسر لي ذلك! - معذرة مرة أخرى عن قول الصدق، لا مال لكم إلا ما جاءكم من المريدين! - إنه مالي أمام القانون وكفى.
نظر نحوه بارتياب وسأل: أتؤمن بما تقول؟
अज्ञात पृष्ठ