139

हिदायत हयारा

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

अन्वेषक

محمد أحمد الحاج

प्रकाशक

دار القلم- دار الشامية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

प्रकाशक स्थान

جدة - السعودية

نَبِيٍّ غَيْرِهِ، فَإِنَّهُ حَازَ مِنَ الْبَحْرِ الرُّومِيِّ إِلَى الْبَحْرِ الْفَارِسِيِّ، وَمِنْ لَدُنِ الْأَنْهَارِ سَيَحْوُنَ وَجَيْحُونَ وَالْفُرَاتِ وَنِيلِ مِصْرَ إِلَى مُنْقَطَعِ الْأَرْضِ بِالْغَرْبِ، وَهَذَا مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ ﷺ: زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ فَأُرِيتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَسَيَبْلُغُ مُلْكُ أُمَّتِي مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا.
وَهُوَ الَّذِي يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُبَارَكُ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ الَّذِي خَرَّتْ أَهْلُ الْجَزَائِرِ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَهْلُ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ الَّتِي بَيْنَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ، وَأَهْلُ جَزِيرَةَ الْأَنْدَلُسِ، وَأَهْلُ جَزِيرَةِ قُبْرُصَ، وَخَضَعَتْ لَهُ مُلُوكُ الْفُرْسِ، وَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ إِلَّا مَنْ أَسْلَمَ أَوْ أَدَّى الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ، بِخِلَافِ مُلُوكِ الرُّومِ فَإِنَّ فِيهِمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ، وَلَمْ يُؤَدِّ الْجِزْيَةَ، فَلِهَذَا ذَكَرَ فِي الْبِشَارَةِ مُلُوكَ الْفُرْسِ خَاصَّةً، وَدَانَتْ لَهُ الْأُمَمُ الَّتِي سَمِعَتْ بِهِ وَبِأُمَّتِهِ، وَأَنْقَذَ الضُّعَفَاءَ مِنَ الْجَبَّارِينَ، وَهَذَا بِخِلَافِ الْمَسِيحِ فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ هَذَا التَّمْكِينَ فِي حَيَاتِهِ، وَلَا مَنِ اتَّبَعَهُ بَعْدَ رَفْعِهِ إِلَى

2 / 355