ذلك استعجالا لأمر الله وشكا في قضائه وقدرته: أولئك الذين خسروا أنفسهم في الدنيا والآخرة وإن للكافرين لشر مآب.
قال المفضل: يا مولاي فلا يوقت له وقت؟
قال: يا مفضل لا توقت فمن وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله في علمه وادعى أنه يظهره على أمره وما لله سر إلا وقد وقع إلى هذا الخلق المنكوس الضال عن الله الراغب عن أولياء الله وما لله خزانة هي أحصن سرا عندهم أكبر من جهلهم به وإنما ألقي قوله إليهم لتكون لله الحجة عليهم.
قال المفضل: يا سيدي فكيف بدو ظهور المهدي إليه التسليم؟
قال: يا مفضل يظهر في سنة يكشف لستر أمره ويعلو ذكره وينادى باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك في أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة لمعرفتهم به على أننا نصصنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه سمي جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيته، لئلا يقول الناس ما عرفنا اسمه ولا كناه ولا نسبه والله ليحقن الإفصاح به وباسمه وكنيته على ألسنتهم حتى يكون كتسمية بعضهم لبعض كل ذلك للزوم الحجة عليهم ثم يظهر الله كما وعد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عز من قائل: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون* @HAD@ .
قال المفضل: قلت: وما تأويل قوله: ليظهره على الدين كله* @HAD@ قال: هو قول الله تعالى: قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله
पृष्ठ 393