الأشهلي وأبي الطفيل عامر بن واثله وسويد بن غفلة وسهل وعثمان ابني حنيف ويزيد السلمي فحضرنا يوم جمعة ضحى فلما اجتمعنا بين يديه وأمير المؤمنين (عليه السلام) عن يمينه وأمر (صلوات الله عليه) بأن لا يدخل أحد وكان انس في ذلك الوقت خادمه فأمره بالانصراف إلى منزله ثم أقبل علينا بوجهه الكريم على الله وقال لنا أبشروا فإن الله من علينا بفضله وعلم ما في أنفسنا من الخلاص [الإخلاص له والإيمان به والإقرار بوحدانيته وبملائكته وكتبه ورسله وعلم، وفاكم الجنة بغير حساب أنتم ومن كان كما أنتم عليه من مضى ومن يأتي إلى يوم القيامة.
قال جابر فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبشرنا ويحدثنا ودموعه تجري ودموعنا تهطل لبكائه ولفضل الله علينا ورحمته لنا ورأفته بنا فسجدنا شكرا لله وأردنا الكلام فقطعتنا عنه الرقة والبكاء فقال لنا فإن بكيتم قليلا لنضحككم كثيرا وإني أبشركم بما أعلمه منكم أنكم تحبون مسألتي عنه ولو فقدتموني وسألتم أخي عليا لأخبركم به فجهرنا بالبكاء والشكر والدعاء فقال لنا (عليه السلام) تحاولون مسألتي عن بدو كوني واعلموا رحمكم الله أن الله تقدست أسماؤه وجل ثناؤه كان ولا مكان ولا كون معه ولا سواه أحد في فردانيته صمد في أزليته مشيء لا شيء معه فلما شاء أن يخلق خلقني بمشيئته وإرادته لي نورا وقال لي كن فكنت نورا شعشعانيا أسمع وأبصر وأنطق بلا جسم ولا كيفية ثم خلق مني أخي عليا ثم خلق منا فاطمة ثم خلق مني ومن علي وفاطمة الحسن وخلق منا الحسين ومنه ابنه علي [عليا وخلق منه ابنه محمدا وخلق منه ابنه جعفرا وخلق منه ابنه موسى وخلق منه ابنه عليا وخلق منه ابنه محمدا وخلق منه ابنه عليا وخلق منه ابنه الحسن وخلق منه ابنه سميي وكنيي ومهدي أمتي ومحيي سنني ومعدن ملتي ومن وعدني أن يظهرني به على الدين كله ويحق به الحق ويزهق به الباطل إن الباطل كان زهوقا @HAD@ ويكون الدين كله واصبا فكنا أنوارا بأرواح وأسماع وأبصار ونطق وحس وعقل وكان الله الخالق ونحن المخلوقون والله المكون
पृष्ठ 379