285

हिदाया कुब्रा

الهداية الكبرى‏

शैलियों

الخرقي ببغداد في الجانب الشرقي في الخطابين في قطيعة مالك قال: كان أبي بزازا من أهل الكرخ، وكان يحمل المتاع إلى سامرا، ويبيع بها ويعود إلى بغداد فلما نشأت وصرت رجلا جهز لي أبي متاعا وأمرني بحمله إلى سامرا وضم إلي غلاما كان لنا وكتب إلى صديق له كان بزازا من أهل سامرا وقال انظر إلى من هو منهم صاحب طاعة كطاعتك لي وقف عند أمره ولا تخالفه واعمل بما يرسمه لك وأكد علي بذلك وخرجت إلى سامرا فلما وصلت إليها صرت إلى البزاز وأوصلت كتاب أبي إليه فدعا لي حانوتا وأمرني الرجل الذي أمرني أبي بطاعته أن أحمل المتاع من السقيفة إلى الحانوت ففعلت ذلك ولم أكن دخلت سامراء قبل ذلك اليوم أنا وغلماني أمير المتاع وأعاينه حتى جاءني خادم فقال يا أبا الحسن محمد بن يحيى الخرقي أجب مولاي ورأيته خادما جليلا فرهبته وقلت: ما أعلمك بكنيتي واسمي ونسبي وما دخلت هذه المدينة إلا في يومي هذا وما يريد مولاي مني فقال: قم عافاك لا تخف ما هاهنا شيء تخافه ولا تحذره فذكرت قول أبي وما أمرني به من مشاورة ذلك الرجل والعمل بما جاءني رسمه وكان جاري وبجانب حانوتي فقمت إليه وقلت يا سيدي جاءني خادم جليل فسماني وكناني وقال لي أجب مولاي فوجب الرجل من حانوته وقال لي: يا بني اطرح عليك ثوبك وأسرع معه ولا تخالف ما تؤمر به ولا تراجع فيه واقبل كل ما يقال لك فقلت في نفسي: هذا من خدم السلطان أو أمير أو وزير قلت للرجل أنا ابتعت السعر ومتاعي مختلط ولا أدري ما يراد مني فقال: ألست يا بني وامض مع الخادم وكل ما يقال لك، قل نعم، فمضيت مع الخادم وأنا خائف حتى انتهى بي إلى باب عظيم ودخل من دهليز إلى دهليز ومن دار إلى دار حتى تخيل لي أنها الجنة ثم انتهيت إلى شخص جالس على بساط أخضر فلما رأيته انتفضت وداخلني منه هيبة ورهبة والخادم يقول ادن مني حتى قربت منه فأشار إلي بالجلوس فجلست وما أملك عقلي فأمهلني حتى سكنت وقال: احمل إلينا الحبرتين اللتين في متاعك رحمك الله ولم أكن والله أعلم أن معي حبرا ولا فقت عليهما فكرهت

पृष्ठ 329