245

हिदाया कुब्रा

الهداية الكبرى‏

शैलियों

لست أعرض في شيء من ذلك يا هرثمة قال: فلم أزل قائما حتى رأيت ذلك الفسطاط الأبيض قد نصب إلى جانب الدار فحملته فوضعته إلى جانب الفسطاط فعبر الفسطاط وصار داخله وقعدت في ظاهره وكل من في الدار دوني وأنا أسمع التكبير والتهليل والتسبيح وتردد الأواني وتضوع الطيب فإذا أنا بالمأمون قد اشرف على بعض داره فصاح يا هرثمة أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله فأين محمد ابنه عنه وهو في مدينة الرسول وهذا بطوس بخراسان فقلت له والله يا أمير المؤمنين ما يغسله غير من ذكرته فسكت عني ثم ارتفع الفسطاط فإذا أنا به مدرج في أكفانه فوضعته على نعشه ثم حملناه فاشتال النعش من أيدينا وهو يسير إلى موضع الصلاة عليه فصلى عليه المأمون وجميع الناس فجئنا إلى موضع قبره فوجدتهم يضربون بالمعاول من فوق الرشيد ليجعلوه قبلة لقبر علي الرضا (عليه السلام) والمعاول تنبو حتى ما تقلب شيئا من تراب الأرض فقال لي ويحك يا هرثمة أما ترى الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له فقلت يا أمير المؤمنين ائذن لنا لأضرب معولا واحدا في قبلة قبر أبيك ولا أضرب غيره قال: فإذا ضربت يا هرثمة يكون ما ذا قلت له أخبرني أنه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره وأني إذا ضربت هذا المعول نفذ القبر محفورا من غير يد تحفره وبان الضريح في وسطه قال المأمون سبحان الله ما أعجب هذا الكلام، فلا عجب من أمر أبي الحسن فاضرب حتى نرى قال هرثمة فاخذت المعول في يدي فضربت في قبلة قبر هارون فنفذ القبر محفورا وبان الضريح في وسطه قال المأمون أنزله يا هرثمة فقلت له يا سيدي لا إنه أمرني لا أنزله حتى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض فيمتلئ به القبر مع وجه الأرض ثم تظهر فيه حيتان صغار فأنثر لها خبزا فتأكله ثم يظهر حوت بطول القبر فيضطرب ويأكل الحيتان الصغار فإذا غاب الحوت وضعته على جانب القبر وخليت بينه وبين من ينزله في لحده ثم غاب الحوت وغار الماء ثم جعلت النعش بجانب القبر مما يلي الرأس كما أمرني فتسجف على القبر

पृष्ठ 285