التوليدي أو العنوان الثانوي ، وهذا كعنوان التعظيم والهتك والاستهزاء والإرشاد وأمثال ذلك ، والعناوين الأولية لا تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص ، فالقيام بعنوانه الأولي قيام عند الكل ، ولكن العناوين الثانوية تختلف ، فيكون التعظيم عند قوم بالقيام ، وعند آخرين برفع القلنسوة عن الرأس ، وعند طائفة أخرى بشيء آخر.
ثم إن الملك العرفي له أن يعين لرعيته كل بحسب حاله تعظيما خاصا ، فيقول مثلا : تعظيم الوزير عندي هكذا ، والفقير هكذا ، وفي وقت الصبح كذا والظهر كذا ، وهكذا ، فإذا دخل أحد على الملك في وقت الظهر وفعل ما جعله الملك مصداقا لتعظيمه في وقت الصبح لا غير ، فلم يعظمه ، وهكذا الوزير إذا عظمه بما يعظم الفقير ، لم يعظمه أيضا.
وبعد ذلك نقول : إن لفظ «الصلاة» وضع لمعناه اللغوي الذي هو العطف والميل والرغبة ، غاية الأمر أن ملك الملوك جعل مصداق العطف فعلا خاصا ، وجعل في وقت الصبح ركعتين ، وفي الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات للحاضر ، وركعتين للمسافر ، وفي المغرب ثلاث ركعات مطلقا ، وللعاجز عن القيام جالسا ، وللعاجز عن الجلوس أيضا مضطجعا ، وهكذا ، فعنوان الصلاة نظير عنوان التعظيم يختلف بحسب اختلاف الأشخاص والأوقات والحالات بحسب تعيين ملك الملوك ، كما أن عنوان التعظيم يمكن
पृष्ठ 88