हिदाया फी उसूल

हसन सफी इस्फहानी d. 1416 AH
85

فبناء على ذلك من الممكن أن يكون لفظ «الصلاة» من هذا القبيل بمعنى أن يكون موضوعا لماهية معرفها فريضة الوقت أو الناهي عن الفحشاء ، وتكون من غير هذه الجهة مهملة ، كانت ذات ركعة أو ركعتين أو أكثر ، قائما أو قاعدا ، مع السورة أو بلا سورة ، وهكذا ، فكما يكون لفظ «غداء» موضوعا لما يتغذى به في وقت الظهر كذلك لفظ «الصلاة» يكون موضوعا لعبادة يؤتى بها في أوقات معينة ، وأثرها النهي عن الفحشاء ، غاية الأمر أن هذا معجون إلهي يتغذى به الروح وذاك غذاء للبدن. هذا حاصل ما أفاده.

وفيه أولا : أن لازم ذلك أن يكون لفظ «الصلاة» مرادفا للفظ فريضة الوقت والناهي عن الفحشاء إن كان من قبيل الوضع العام والموضوع له العام ، نظير وضع المشتقات على ما سيجيء إن شاء الله تعالى من أن التحقيق أخذ ذات ما في مفهوم المشتق ، وهو باطل بالوجدان.

وإن كان من قبيل الوضع العام والموضوع له الخاص ، فلازمه أن يكون استعمالها في الجامع مجازا ، مع أنا لا نرى تفاوتا بين قولنا : «زيد صلى» وقولنا : «الصلاة تنهى عن الفحشاء».

الوجه الرابع : ما أفاده بعض المدققين من أن من الأفعال ما ليس له إلا عنوان واحد ، كالأكل والشرب والمشي. ومنها ما يعنون بعنوان عرضي غير عنوانه الذاتي نسميه بالمسبب

पृष्ठ 87