हिदा
الحيدة والاعتذار
अन्वेषक
علي بن محمد بن ناصر الفقهي
प्रकाशक
مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية
संस्करण संख्या
الثانية، 1423هـ/2002م
शैलियों
حين أنطق الله من وفقه لقول الحق قال عز وجل: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} 1 قلت: قال هذا المؤمن الحق الذي أنطق الله به لسانه وسدد به قوله وسمعه فرعون وقومه قال فرعون لقومه: {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} 2 وكذلك بشر يا أمير المؤمنين حين سمعني أقول الحق وفقني الله إليه وأنطق به لساني، فقال: إني لعلى بينة من ربي وما دعوت الناس إلا إلى سبيل الرشاد فأجاب بمثل ما أجاب به فرعون عند سماع الحق واتبع سبيله وما عدل عنها فبشر مرة يتبع سبيل الشيطان ويأمر بما أمر به الشيطان وقد قال الله عز وجل: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا} 3 ومرة يتبع سبيل اليهود في تحريف القرآن عن مواضعه، وقد قال الله عز وجل: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه} 4 إلى قوله: {أولئك الذين لعنهم الله} 5وقال: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله} 6 ومثل هذا كثير، ومرة يتبع سبيل الكفار في التسوية بين الله وبين خلقه في خلق الأشياء، ومرة يتبع سبيل عبدة الأصنام في الحيدة عن الجواب وقد قال الله عز وجل: {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} 7 ومرة يتبع سبيل فرعون والقول بمثل قوله وقد قال الله عزوجل: {وما كيد فرعون إلا في تباب} 8 وقال عز وجل: {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون} 9 وقال عز وجل: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} 10.
فقال بشر: "يا أمير المؤمنين أطال الله بقاءكم إنما يتكلم ويخطب لينسي خصمه حجته ويشغله بغيرها، ولولا بسط أمير المؤمنين إياه لم يقدر يدير لسانه في فمه ولكنت ظاهرا عليه، ثم أقبل بشر علي" وقال: "لو خطبت إلى غد ما تركت مطالبتك
पृष्ठ 76