وجاء نابليون المزرعة بعد الغد، وعنف الفلاح لأنه لم يف بالعهد، وأفشى السر قبل أن يراه مرة ثانية، فضحك الفلاح وقال: خمسين مرة رأيتك يا مولاي. ثم أخذ يريه الدنانير المرسومة عليها صورة نابليون واحدا بعد واحد، فأعجب نابليون بذكاء هذا المواطن الساذج.
تذكرت هذه الحكاية لما قرأت في جريدة (الفكر) الأردنية، موازنة مثالية وضعتها لموظف عنده أربعة أولاد، وراتبه ثلاثون دينارا أردنيا، أي 265 ليرة لبنانية. عصرت الجريدة تلك الموازنة أشد عصر، وقترت على الموظف ما استطاعت، وظل العجز الشهري ثمانية دنانير وثلثي الدينار، فاقترحت على قرائها مشاركتها في بحث المعضلة لعلهم يرفهون عن الموظف المسكين.
حقا، إن الأرض تفرق على شبر!! فكم من موظف حقير عندنا، راتبه أقل من راتب الموظف الأردني، وعيلته كعائلة الفلاح النابليوني عددا، ومع ذلك يشكو الكظة والبشم، كان ومن عنده ينامون على الحصير، فصاروا بعد أن تعلق هذا القراد بجسم الدولة، على سرر مصفوفة متكئين عليها متقابلين، وإذا سألت من أين؟! ذكروا لك سمكات المسيح وخبزاته.
ليتهم يعلمون أن العث مهما رتع في الصوف، ومهما انتفخ وتفلطح يظل دودة حقيرة، والسحق أمامه ولو بعد حين.
إقطاعية برلمانية
ما سمع سماسرة الانتخابات بزيادة عدد النواب، وإن معركة نيابية حامية ستقع، حتى انتشروا في العاصمة. خرجوا جميعا من أنفاقهم كما يخرج البزاق في أول الري، وذرت أنوفهم كما تذر قرون تلك. إنهم أدق شما من النمل وأكثر جولانا من النحل. - جاءت الرزقة. هكذا قال لي أحدهم حين نكبت بلقياه في ساحة البرج.
فقلت له: بكرت يا صاحب.
فأجاب وهو يسن أضراسه: أما قالوا الضربة لمن سبق؟
فقلت له: وكيف السوق؟
فقال: مع السوق نسوق.
अज्ञात पृष्ठ