فإنك قد قلدتني كل منة
ملكت بها شكري لدى كل موقف
لأنك قد حذرتني كل صاحب
وأعلمتني أن ليس في الأرض من وازرة
عليهم رحمة الله جميعا، من ظفر بالإنصاف ومن فاته إنصاف الناس وفاته هو أن ينصف الناس، فقد بقي بعدهم وحي أسوان ووحي الزمان كما كان، وكذلك يبقيان!
في أرض الميعاد
قصة المدينتين
قلت لبعض الإخوان الفلسطينيين: إن الله أنعم عليكم بحرية الاختيار في أمر واحد، ولعله فأل حسن وبشارة صادقة بنعمة أخرى تملكون فيها حرية الاختيار فيما يشغلكم اليوم وتؤثرونه على كل نعمة، وهو نعمة الحرية القومية.
إنكم تملكون اختيار الأجواء والأهوية في كل فصل من فصول السنة، وترجعون إلى حسابكم أنتم لا حساب الأفلاك والكواكب؛ لتخرجوا من الصيف وتدخلوا في الشتاء ...
فنحن في مصر ننتظر ثلاثة أشهر أو أربعة لنشيع الصيف ونستقبل الشتاء، ولكنكم هنا لا تحتاجون إلى هذا الانتظار الطويل؛ لأن ساعة واحدة تنقلكم من حرارة يوليو إلى برودة نوفمبر أو يناير في بعض الجهات، وعندكم المكان الذي يتذكر فيه السمار معاطفهم إذا طالت السهرة كما تطول أبدا في ليالي الربيع ... وعلى مسيرة ساعة منه مكان يتذكر فيه السائرون مظلاتهم في أبرد أيام الشتاء، وقد أوحى مكان من هذه الأمكنة نغمة الفكاهة إلى قائد من قواد الحرب وهو في ميدان القتال، فكتب منه اللورد اللنبي إلى وزارة الدفاع البريطانية برقية يصف بها إحدى المعارك في أيام الحرب العالمية الماضية، فقال: «حلقت طائراتنا هذا الصباح تحت سطح البحر الأبيض المتوسط بستمائة قدم، ولاحقت العدو عند أريحا من هذا الارتفاع!»
अज्ञात पृष्ठ