मसीह का जीवन
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
शैलियों
وتغيير المحور هو الذي عناه السيد المسيح.
وتغيير المحور لازم في ذلك العصر، لازم في هذا العصر، لازم في كل زمن ينحرف فيه الاتجاه عن سوائه، ولهذا كانت رسالة السيد المسيح نموذجا للرسالات، ولم تكن آخر الرسالات في الحياة الإنسانية.
لهذا نعتقد أن السيد المسيح كان يغير المحور تغييرا آخر لو أنه حضر الدنيا بعد عصره ببضعة أجيال، ورأى الناس يغرقون في تعذيب الجسد، ويفرحون بإطعامه للدود، وهم بقيد الحياة.
بل لا حاجة بنا إلى الفرض هنا، أو الاحتمال الذي يقبل الخلاف، فإن المسيح قد غير المحور هذا التغيير في زمانه؛ غيره حين قبل إنفاق الدنانير في عطر تمسح به قدماه، وحين قبل أن يشهد الأعراس، ويضرب المثل لأتباعه في أفراح الحياة، وفي براءة كل فرح يأتي من القلب، ويسر الجسد، ولا يحزن الروح.
وما كان الإصلاح في الدعوات الكبرى قط مسألة مقادير ومسافات: أنت تنهك نفسك لتكنز مليونا، فحسبك أن تنهك نفسك لتكنز عشرة آلاف، ولا تزيد.
أنت تتهالك على جميع اللذات في جميع الأوقات، فتهالك عليها أياما في الأسبوع، أو تهالك على بعضها دون سائرها في جميع الأيام.
أنت مشغول الذهن بالعدوان والبغضاء، فاشتغل بهما قليلا، ولا تجعلهما شغلا شاغلا بغير انقطاع.
كلا، لم يكن الإصلاح في الدعوات الكبرى قط مسألة مقادير ومسافات، وإنما كان على الدوام مسألة «محور» ينتقل، أو مسألة «باعث» يتغير، وعلى الدنيا بعد ذلك أن تعرف شأنها في مسافاتها ومقاديرها، حتى يبلغ بها الانحراف غايته فتعود أو يعاد بها إلى محورها الذي انحرفت عنه أو إلى محور جديد.
إننا لا ننصف السيد المسيح، بل ننصف أنفسنا حين نعتقد أنه كان يدرك ما يقول وهو يقول: «من أخذ منك رداءك فأعطه قميصك مع الرداء.»
أترى السيد المسيح كان يفوته أن الرداء والقميص اللذين يعطيهما المعطي هما الرداء والقميص اللذان يأخذهما الآخذ أو يسلبهما السالب؟
अज्ञात पृष्ठ