मसीह का जीवन
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
शैलियों
كانت له آفتان بارزتان: إحداهما تحجر الأشكال والأوضاع في الدين والاجتماع، والأخرى سوء العلاقة بين الأمم والطوائف مع اضطرارها إلى المعيشة المشتركة في بقعة واحدة من العالم المعمور، وعلى الخصوص تلك الأقاليم التي نسميها اليوم بالشرق الأدنى.
تحجرت الأشكال والأوضاع، وغلبت المظاهر على كل شيء، وتهافت الناس على حياة القشور دون حياة اللباب، فكل معاني الحياة عندهم سمت وزينة وأبهة ومحافل وشارات، وانتقلت الحضارة من الداخل إلى الخارج أو من النفس إلى الجسد، كما يحدث دائما في أعقاب الحضارات، تبدأ في عالم الفكر والوجدان، ثم تستفيض العمارة فتميل إلى التجسم والتضخم، وتفقد من قوة النفس والضمير بمقدار ما تكسب من مظاهر المادة والمال.
تجمعت الثروة والكسل في ناحية، وتجمعت الفاقة والجهد المرهق في ناحية أخرى؛ فغرق السادة في الترف، وغرق العبيد والأرقاء في الشقاء، وفسدت حياة هؤلاء وهؤلاء!
وتحجر نظام المجتمع فأصبح أشكالا ومراسم خلوا من المعنى والغاية، وتحجرت معه الشرائع والقوانين، فلم يكن غريبا أن تنقش على حجارة، وأن يرتفع ميزانها في يدي عدالة معصوبة العينين، وأن تفرغ الكفتان فتستويان؛ لأنهما فارغتان!
وتحجرت العقائد الوثنية في الدولة الرومانية، وتحجرت العقائد الكتابية بين بني إسرائيل، فأصبح فرق الشعرة بين النصين يقيم الحرب الحامية على قدم وساق، وأصبحت التقوى علما بالنصوص، وبحثا عن مراسم الشريعة، وغلب المظهر وإن اختلفوا على اللفظ والتأويل.
أشكال وقشور، لا جوهر هناك ولا لباب.
وساءت العلاقة بين الأمة والأمة وبين الطائفة والطائفة، وبلغ الحس بسوئها غايته؛ لأن الذين يعانون من سوئها يعيشون في نطاق واحد، ويخضعون لحكم واحد، فلا فكاك منه بحال.
دنيا آفتها مظاهر الترف ومظاهر العقيدة، ومن وراء ذلك باطن هواء وضمير خواء، فلا جرم يكون خلاصها في عقيدة لا تؤمن بشيء كما تؤمن ببساطة الضمير، ولا تعرض عن شيء كما تعرض عن المظاهر، ولا تضيق بخلاف كما تضيق بالخلاف على النصوص والحروف وفوارق الشعرة بين هذا التأويل وذلك التحليل.
عقيدة قوامها أن الإنسان خاسر إذا ملك العالم بأسره وفقد نفسه، وأن ملكوت السماء في الضمير، وليس في القصور والعروش، وأن المرء بما يضمره ويفكر فيه، وليس بما يأكله وما يشربه وما يلبسه وما يقيمه من صروح المعابد والمحاريب.
هل كانت للدنيا آفة غير آفة المظاهر والتناحر على المظاهر؟
अज्ञात पृष्ठ