360

हाशिया उपर तफसीर बैदावी

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

शैलियों

يسمونها أربابا. والخلق إيجاد الشيء على تقدير واستواء وأصله التقدير يقال خلق النعل إذا قدرها وسواها بالقياس.

والذين من قبلكم متناول كل ما يتقدم الإنسان بالذات أو بالزمان منصوب والتخليق ليعرفوه بآثاره فإنه لا مائية له ليعرف بها. ألا يرى إلى قصة موسى عليه السلام حيث سأله فرعون عن المائية وقال: وما رب العالمين قال رب السماوات [الشعراء: 23، 24] عرف الله تعالى بكونه رب السموات والأرض لما قلنا فكذا هذا.

قوله: (والخلق إيجاد الشيء على تقدير واستواء) هذا معنى الخلق في العرف العام بدليل قوله: «وأصله التقدير» أي معناه الأصلي اللغوي هو التقدير والتسوية كما حكي عن الأنباري. وفي الصحاح: الخلق التقدير يقال: خلقت الأديم إذا قدرته قبل القطع. ومنه قول زهير:

ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري

وقال الحجاج: ما خلقت إلا فريت ولا وعدت إلا وفيت. انتهى. ومنه قوله تعالى:

أحسن الخالقين [المؤمنون: 14؛ الصافات: 125] أي المقدرين. وتخلقون إفكا أي تقدرون كذبا وأن يخلق من الطين أي يقدر. قال الإمام بعد إيراد هذه النظائر: ومنه الصخرة الخلقا. أي الملساء لأن في الملاسة استواء وفي الخشونة اختلاقا، ومنه خلق الثوب لأنه إذا بلى صار أملس واستوى نتوه واعوجاجه. فثبت أن الخلق فعل على تقرير واللغة لا تقتضي أن لا يكون ذلك إلا من الله تعالى بل الكتاب نطق بخلافه في قوله تعالى: فتبارك الله أحسن الخالقين [المؤمنون: 14] تخلق من الطين كهيئة الطير [المائدة: 110] لكنه تعالى لما كان بفعل الأفعال بعلمه بالعواقب وكيفية المصلحة ولا فعل له إلا كذلك لا جرم اختص بهذا الاسم. وقال أستاذه أبو عبد الله البصري: إطلاق اسم الخالق على الله تعالى محال لأن التقدير والتسوية عبارة عن الفكر والظن والحساب وذلك في حق الله تعالى محال.

وقال جمهور أهل السنة والجماعة: الخلق عبارة عن الإيجاد والإنشاء واحتجوا عليه بقول المسلمين: لا خالق إلا الله ولو كان الخلق عبارة عن التقدير لما صح ذلك. انتهى كلام الإمام. وظهر به وجه تفسيره بالإيجاد والاختراع واعتبار كونه على تقدير وتسوية لما تقتضيه الحكمة والمصلحة.

قوله: (متناول كل ما يتقدم الإنسان بالذات أو بالزمان) أراد بالإنسان الناس الموجودين وقت النزول ومن سيوجد بعدهم لما مر من أن النداء باسم الجمع كالناس مثلا خطاب مشافهة باللفظ الموضوع للعموم فيستغرق أشخاص المكلفين الموجودين وقت الخطاب نظرا

पृष्ठ 366