359

हाशिया उपर तफसीर बैदावी

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

शैलियों

لهم؟ قلنا: هو لبيان عموم ربيته لآبائهم الأقدمين كأنه قيل: اعبدوا ربكم ورب آبائكم الأولين من حيث إنه هو الذي خلقكم وأصولكم. والذي يفهم من كتب التفاسير أنه تعليل للأمر بعبادة الرب. نقل الإمام الرازي أن الفائدة في قوله: الذي خلقكم بيان أن العبادة لا تستحق إلا لذلك فلما لزمت العبادة بين ماله ولأجله تلزم العبادة ثم قال: وفائدة قوله تعالى:

والذين من قبلكم مع أن خلق الله تعالى من قبلهم لا يقتضي وجوب العبادة عليهم أن من قبلهم كالأصول لهم وخلق الأصول يجري مجرى الأنعام على الفروع. فكأنه تعالى يذكرهم عظيم إنعامه عليهم كأنه تعالى يقول: لا تظن أني إنما أنعمت عليك حين وجدت بل وأنعمت عليك قبل وجودك بألوف سنين بسبب أن كنت خالقا لأصول لك وآبائك. انتهى. وفي الكواشي: نعته بما يوجب عبادته فقال: الذي خلقكم أي اخترعكم على غير مثال سبق.

وفي الوسيط: ومعنى اعبدوا ربكم أي اخضعوا له بالطاعة ولا يجوز ذلك إلا لمالك الأعيان وهو الله تعالى. والخلق إبداع شيء لم يسبق إليه وكل شيء خلقه الله فهو مبدعه أولا على غير مثال سبق إليه. ومعنى الآية أن الله تعالى احتج على العرب بأنه خالقهم وخالق من قبلهم لأنهم كانوا مقرين بذلك لقوله تعالى: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [الزخرف: 87] فقيل لهم: إذا كنتم معترفين بأنه خالقكم فاعبدوه فإن عبادة الخالق أولى من عبادة المخلوق من أصنامكم. انتهى.

قوله: (ويحتمل التقييد والتوضيح) لفظ الاحتمال يوهم بظاهره أن يكون الاحتمال المذكور مرجوحا ضعيفا بالنسبة إلى غير المذكور وهو احتمال كون الصفة للتعظيم على تقدير أن يخص الخطاب بالمشركين وليس كذلك بل هو الاحتمال الأصح والأوضح كما مر. وهو شايع عند المشركين فإنهم كانوا يعتقدون أن الله تعالى هو رب الأرباب وأن آلهتهم شفعاء عنده. وأن الأصل في الصفة أن تكون للتقييد فلا يعدل عنه من غير ضرورة. ولا ضرورة ههنا لجواز أن يراد بالرب الذي أضيف إليهم ما هو أعم ممن هو رب في الواقع أو بحسب اعتقادهم وتسميتهم فتكون الصفة للتقييد وإزالة الالتباس الذي يعتريهم بحسب زعمهم الباطل، كما يجوز أن يراد به من هو رب حقيقة. وفي نفس الأمر وهو الذي هو رب كل شيء فإنهم جعلوه أصلا في الربوبية والأصل في المطلق أن ينصرف إلى فرده الكامل، فعلى هذا تكون الصفة للمدح والتعظيم لكن الظاهر هو الأول. قوله: (أعم من الرب الحقيقي) أي أعم ممن هو رب في الواقع، وفي نفس الأمر ومن هو رب بحسب اعتقادهم وتسميتهم وليس المعنى أن لفظ الرب حقيقة في الواجب تعالى ومجازا فيما عداه من الأصنام فإنه حقيقة فيها أيضا عندهم قيل: إنه تعالى لما أمر المكلفين بعبادته عرف نفسه بالربوبية

पृष्ठ 365