इस्लाही हरकतें
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
शैलियों
وفي هذا الجزء تحدثت عن مركزين؛ المركز الأول الهند، والمركز الثاني بلاد العرب، وجعلت محور حديثي الشخصيات الإصلاحية أو الثقافية التي برزت في كل مركز في هذه الحقبة من الزمن.
والشرق الإسلامي الذي أقصده هنا يمتد من مصر إلى الهند، وقد قصدت أن يمتد الموضوع إلى الهند الإسلامية؛ لأننا درجنا على أن نعنى بالتأريخ لبلدان الشرق الأدنى الإسلامية، ودرج شبابنا وطلابنا على العناية بهذا الجزء وحده من العالم الإسلامي، كأنه لا يوجد إلى الشرق من العراق بلاد أو شعوب إسلامية؛ ولهذا أحسب أن ما كتبته هنا عن أحمد سرهندي وشاه ولي الله دهلوي هو أول أو أوفى ما كتب عنهما في اللغة العربية، ومع هذا فأنا لا أعتقد أنني وفيت الموضوع حقه، وما فعلت أكثر من أن مهدت الطريق ونبهت الأذهان، وأرجو أن أوفق أو يوفق غيري في المستقبل لإيفاء هذين المصلحين حقهما من البحث، والعناية بدراسة مؤلفاتهما وتحليلها وتعريف قراء العربية بها.
هذا، وقد ألحقت بهذه الفصول قوائم كاملة بمؤلفات كل شخصية من الشخصيات التي تحدثت عنها، وقوائم أخرى بالمراجع التي تلقي ضوءا على الشخصية أو العصر الذي عاشت فيه.
وإني لأرجو أخيرا أن أوفق للحديث في جزء ثان عن المركزين الأخيرين. والله ولي التوفيق.
تمهيد
العالم الإسلامي في فجر العصر الحديث
شهد العالم الإسلامي في القرن السادس عشر تغيرات أساسية، ففي السنوات الأولى من هذا القرن اصطدمت قوى الدولة التركية العثمانية بقوى دولة المماليك، وعقدت ألوية النصر للدولة الأولى، وورثت ملك المماليك في الشام ومصر، وقضت على الخلافة العباسية الصورية القائمة في مصر، وانتزع سلاطين العثمانيين منذ ذلك الحين لقب الخلافة، وأصبحوا بهذا خلفاء للمسلمين بعد أن كانوا سلاطين على دولتهم التركية وحسب.
ثم امتد ملك الأتراك العثمانيين بعد هذا، وفي هذا القرن أيضا، حتى شمل بلاد العرب واليمن في آسيا، والجزائر وتونس وطرابلس في أفريقيا، ولم يبق خارجا عن ملك العثمانيين غير مراكش.
وفي أوائل هذا القرن أيضا قامت دولتان إسلاميتان جديدتان في القسم الشرقي من العالم الإسلامي:
الأولى : الدولة الصفوية الشيعية في بلاد فارس، ومؤسسها هو الشاه إسماعيل الصفوي (906ه / 1500م)، وقد ضم إلى ملكه العراق العربي وديار بكر، وشمل ملكه بلاد فارس وخراسان جميعا، وامتدت دولته من الخليج الفارسي إلى بحر الخزر، وجعل عاصمته في تبريز.
अज्ञात पृष्ठ