इस्लाही हरकतें
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
शैलियों
إحدى الشخصيات البارزة في تاريخ الهند الإسلامية، وهو علامة بحاثة، ومفكر متعمق، وفقيه واسع الفكر والأفق، ومتصوف ورع، ومصلح متحمس؛ ولهذا فقد ترك في تاريخ الهند الفكري أثرا لا يمحى.
وقد حبته الطبيعة بمؤهلات وهبات سخية في الفكر والعاطفة، فكان نافذ العقل خفاق القلب، وقد أحسن استخدام هذه المؤهلات فيما يعود بالنفع الغزير على حركة الإحياء الإسلامية في الهند.
ولد ولي الله في عصر ساده الانحلال والفوضى، ولكنه كان يتطلع دائما إلى عالم يسوده السلام والتقدم. (4-1) المدرسة الرحيمية
ولقد أصبح المعهد الذي أسسه وأسماه المدرسة الرحيمية «مدرسائي رحيمية
Madrasah-i-Rahimia » نواة لحركة ثورية تهدف إلى تجديد الفكر الديني في الإسلام، وقد توافد على هذه المدرسة الطلاب من جميع أنحاء الهند قاصيها ودانيها، ولا شك أن حركة ولي الله تمثل فجر عصر جديد في عالم الفقه والأدب الإسلامي. (4-2) جهوده في تقريب القرآن والحديث لأفهام العامة في الهند
ولقد تعلق شاه ولي الله بدراسة القرآن والحديث، وكان أول عالم هندي ترجم كتاب الله الكريم إلى اللغة الفارسية؛ لغة الشعب، حقيقة لقد سبقه في هذا الميدان مولانا شهاب الدين دولت آبادي الذي عاش قبل ولي الله بسنوات طويلة، وألف كتابه «بحر مواج»، ولكن «بحر مواج» يعتبر تفسيرا أكثر منه ترجمة، ولقد كتبه مؤلفه للفقهاء لا للرجل العادي، أما هدف شاه ولي الله فكان مختلفا جد الاختلاف، لقد أراد أن يجعل القرآن مفهوما للرجل العادي ذي الثقافة البسيطة، وبهذا يعتبر كتابه «فتح الرحمن» أول ترجمة للقرآن يسهل فهمها ويمكن الوثوق بها والاعتماد عليها. كذلك يعتبر كتاباه الآخران: «مقدمة في تفسير القرآن المجيد» و«الفوز الكبير في أصول التفسير» دليلين لهما قيمتهما الكبرى لكل من حاول بعده أن يقوم على هذه المهمة الخطيرة؛ مهمة ترجمة القرآن.
وبذل شاه ولي الله جهودا أخرى موفقة لتقريب أحاديث الرسول - عليه السلام - لأفهام الشعب في الهند، وبذلك استحق أن يطلق عليه لقب «محدث».
ويعتبر كتابه «حجة الله البالغة» الذي هو بحق خير إنتاجه الفكري أفضل ما أخرجته الدراسات الهندية الإسلامية؛ فإن نظرات المؤلف الثاقبة اللماحة إلى قواعد الإسلام الأساسية، وعرضه الجلي الواضح للحقائق وأدلته القوية المقنعة، كل ذلك يضفي على هذا الكتاب هالة من الخلود. (4-3) عرض عام لجهود شاه ولي الله الإصلاحية في الدين
ونحن لا نستطيع أن نتحدث في تفصيل هنا عن شخصية شاه ولي الله وجهوده الإصلاحية في الدين والمجتمع الإسلامي الهندي، ولكننا سنشير إلى أهم هذه الجهود والآراء الإصلاحية:
كان التشيع قد صادف قبولا في بلاط أباطرة المغول منذ عهد همايون (ت964ه)، ودخل في هذا المذهب عدد كبير من الأمراء وكبار الموظفين، وعظم شأن هؤلاء في عهد جهانجير بوجه خاص، فاستولوا على المناصب الحكومية الكبرى، وكان لهذا تأثيره الواضح في الشعب، فمال الكثيرون إلى هذا المذهب، وقد بذل شاه ولي الله جهودا كبيرة للدفاع عن أهل السنة، وألف كتابه «إزالة الخفاء عن تاريخ الخلفاء» وأثبت فيه فضل الخلفاء الراشدين، وفصل فيه القول على أسس الحكومة الإسلامية الأولى، وما بذلته من جهود لنشر الإسلام ومد مفتوح وتنظيم للدولة الجديدة.
अज्ञात पृष्ठ