हक़ाइक़ मारिफ़ा
حقائق المعرفة
शैलियों
ومن ذلك: ما خول الإنسان من الأرزاق والمال والخدام، فإنه جعل للأحرار عبيدا من بني آدم لتبلغ النعمة وتظهر الحكمة، ولو جعلهم سواء لا يملك الأحرار المماليك، لدخل عليهم الضرر، ولأدى ذلك إلى أن يتولى الإنسان جميع الأعمال بنفسه التي لا يستغني عنها، ولو كان كل إنسان يتولى خدمة نفسه لاشتغل كل إنسان بمصالح نفسه وقوته عن العلم وطلبه وعن أعمال الآخرة وعن الجهاد، ولكان من أراد الاستئجار على الأعمال تستوعب ماله الأجرة، وقد قال تعالى: {أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون}[الزخرف:32]، فأنعم الله على المالك بملك المملوك، وسخره له في دنياه، فإن صبر العبد على هذه البلية، وأطاع ربه أعاضه في الآخرة، وكان الثواب له نعمة آجلة، وملك سيده له نعمة عاجلة، وأن النعمة الآجلة خير من النعمة العاجلة؛ لأن العاجلة فانية، والآجلة باقية، فصح أن ملك المملوك نعمة للمالك والمملوك، فإن شكر المالك كان أفضل لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اليد العليا خير من اليد السفلى )) ولأنه قد أعطي نعمة الدنيا ونعمة الآخرة؛ وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة : رجل تعلم القرآن وأم به قوما يطلب به وجه الله وما عنده، ورجل يأتي كل يوم وليلة بخمس صلوات يطلب بها وجه الله وما عنده، ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه)).
पृष्ठ 248