ورأيت المتأدب من البرامكة المتفلسف منهم، إذا سافر سفرا أخذ معه من تربة مولده في جراب يتداوى به.
ومن أصدق الشواهد في حب الوطن أن يوسف عليه السلام، لما أدركته الوفاة أوصى أن تحمل رمته إلى موضع مقابر أبيه وجده يعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم السلام.
وروي لنا أن أهل مصر منعوا أولياء يوسف من حمله، فلما بعث الله موسى عليه السلام وأهلك على يديه فرعون وغيره من الأمم، أمره أن يحمل رمته إلى تربة يعقوب بالشام، وقبره علم بأرض بيت المقدس بقرية تسمى حسامي.
وكذلك يعقوب، مات بمصر فحملت رمته إلى إيلياء، قرية بيت المقدس، وهناك قبر إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
पृष्ठ 410