इस प्रकार ज़रथुस्त्र ने कहा: कोई के लिए और कोई के लिए नहीं पुस्तक
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
शैलियों
لقد كان لك فيما مضى شهوات كنت تحسبها شرورا، أما الآن فليس فيك إلا الفضائل، وقد نشأت هذه الفضائل من شهواتك نفسها؛ لأنكم وضعت في هذه الشهوات أسمى مقاصدك فتحولت فيك إلى فضائل وملذات هي منك ولك، ولسوف ترى جميع شهواتك تستحيل إلى فضائل، ولسوف ترى كل شيطان فيك يستحيل ملاكا حتى ولو كنت ممن يستسلمون للغيظ والشهوات وكنت من فئة الحاقدين المتعصبين.
لقد كانت الكلاب المفترسة تسكن دهاليزك من قبل، فها هي ذي الآن أطيار مغردة، لقد استقطرت بلسما من سمومك وحلبت ناقة الأوصاب، وأنت الآن تكرع لذيذ درها.
لن يخلق منك شر بعد الآن، غير أن هناك شرا قد ينشأ من تخاصم فضائلك فاصغ إلي، يا أخي! إنك إذا شعرت بسعادة فما يكون ذلك إلا لفضيلة مستقرة فيك وهي تسهل اجتياز الصراط عليك.
إنها لمزية أن تكون للإنسان فضائل عديدة، غير أن تعدد الفضائل يرمي بالإنسان إلى أشقى الحظوظ، وكم من مجاهد أرهقه النزال في ساحات الفضائل فتوارى لينتحر في الصحراء.
إذا كنت ترى المعارك والحروب شرورا فاعلم يا أخي أنها شروط لا بد منها؛ لأن للحسد والريبة والشتيمة مقامها المحترم بين فضائلك نفسها، تبصر تر أن كلا من فضائلك تطمح إلى المقام الأسمى، وتطمع في الاستيلاء على جميع أفكارك لتستعبدها وتحصر بها وحدها كل ما في غضبك وبغضائك وحبك من قوة.
إن كلا من فضائلك تحسد الأخرى، والحسد هائل مريع يتناول الفضائل أيضا فيبيدها.
إن من يحيط به لهيب الحسد تنتهي به الحال إلى ما تنتهي العقرب إليه فيوجه حمته المسمومة إلى نحره.
أفما رأيت، يا أخي، من الفضائل من تشتم نفسها وتنتحر؟
ليس الإنسان إلا كائنا وجب عليه أن يتفوق على نفسه، لذلك حق عليك، يا أخي، أن تحب فضائلك لأنك بها ستفنى.
هكذا تكلم زارا ...
अज्ञात पृष्ठ