هذا وأخرج الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري قال: قبل عمر الحجر الأسود وقال: (( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلك ما قبلتك.)). فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (( بلى إنه يضر وينفع.))، وذكر أن الله تعالى لما أخذ المواثيق على بني آدم كتب في رق وألقمه الحجر. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( يؤتى بالحجر الأسود يوم القيامة، وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد )) ، وساق الخبر الذي أخرجه الحاكم الطبري بأبسط منه عن الأزرقي، وزاد فيه فقال عمر: (( أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.))، وأخرجه الشوكاني في نيل الأوطار من رواية الحاكم، قال: وفي إسناده أبو هارون العبدي، وهو ضعيف جدا.
قلت: لأنه محب لآل محمد عليهم السلام جدا، فهو من الثقات الأثبات عند أئمة العترة عليهم السلام كما أوضحت ذلك في لوامع الأنوار. قال القاضي الشوكاني: ولكنه يشد عضده خبر ابن عباس؛ انتهى كلامه. قلت: هو شديد العضد، قوي الساعد، وتزيده قوة الشواهد وحديث التقبيل، أخرجه الجماعة.
فإن لم يتمكن من التقبيل كفى المسح باليد وتقبيلها أو نحو ذلك، كما روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم استلم الركن بمحجن وقبله في خبر جابر وغيره. قال الشوكاني في نيل الأوطار: (( وقد استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل المحجن جواز تقبيل كل من يستحق التعظيم من آدمي وغيره.)). ونقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن تقبيل منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقبيل قبره، فلم ير به بأسا.
पृष्ठ 74