كيفية الاستلام: وصفة الاستلام أن تضع يدك اليمنى على الركن، ثم تمسح بها وجهك. فأما الحجر الأسود فتقبله وتسجد عليه كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هذا إن أمكن بدون مشقة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم فيه ثلاث كيفيات: الأولى: تقبيله، والثانية: وضع يده عليه ثم تقبيلها، الثالثة: استلامه بالمحجن وتقبيله، وهو - بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم - عصا محنية الرأس. وقد سبق قول أمير المؤمنين: (( يتمسح بالحجر الأسود ويكبر ويذكر الله ويقول إذا استلم الحجر: اللهم إيمانا بك، وتصديقا بكتابك، واتباعا لسنة نبيك.)). ثبت هذا عن أمير المؤمنين عليه السلام. وفي الجامع قال محمد: (( وإذا دخلت المسجد الحرام، فامش حتى تدنو من الحجر الأسود، فإذا عاينته فارفع يديك حياله وكبر، فإن أمكنك أن تقبله وتستلمه فعلت، وإلا فاستلمه بيدك اليمنى وقبل يدك، وروي ذلك عن أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام، وإن لم يمكنك ذلك وقفت حياله، وارفع يديك وكبر الله وهلله وقل: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، وكذلك فافعل بالركن اليماني.)). وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( مسحهما يحط الخطايا )). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أن مسح الركن اليماني والحجر الأسود يحط الخطايا حطا، أخرجه أحمد والنسائي عن ابن عمر. وعن بعض الصحابة أنه قال: (( يا رسول الله، كيف نقول إذا استلمنا؟ قال: قولوا: بسم الله، والله أكبر، إيمانا بالله، وتصديقا بما جاء به محمد.))، رواه الشافعي في الأم. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه استقبل - يعني الحجر - فاستلمه، ثم وضع شفتيه عليه طويلا يبكي، ثم قال :(( ها هنا تسكب العبرات ))، أخرجه الشافعي عن ابن عمر في الأم. وأخرج أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قبل الركن، وسجد عليه ثلاث مرات، أخرج ذلك الطبري. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل الركن اليماني، ويضع خده عليه، رواه الدارقطني. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يدع أن يستلم الحجر والركن واليماني في كل طوافه، رواه أحمد وأبو داود. وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مضى إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود، فكبر واستلم، ثم قال: (( اللهم وفاء بعهدك، وتصديقا بكتابك.))، قال جابر رضي الله عنه: (( وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نقول: واتباعا لسنة نبيك.))، أخرجه ابن ماجه. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: (( يا عمر، إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله وهلل وكبر )). وعن ابن عباس رضي الله عنهما: طاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء كان عنده وكبر، أخرجه البخاري وبوب له التكبير عند الركن.
قلت: ولا التفات إلى ما ذكره ابن القيم من أن افتتاح الطواف بالتكبير بدعة. فقد صح أنه سنة، وكيف يكون ذكر الله تعالى بدعة، وهو مشروع على الإطلاق، ولم يرد نهي عنه في حال من الأحوال؟
पृष्ठ 73