ولا يلتفتان إلى من حولهما تيها وإعجابا، أحدهما يشق الهواء بعصاه، والثاني تلعب «بالنظارة» يداه، فشخصت فيهما الأنظار، وتحولت نحوهما الأبصار، والحاجب من أمامهما يدفع الناس من طريقهما حتى وصلا إلى باب النائب، فقام لهما عن مجلسه وأمر بأرباب القضايا أن ينصرفوا من حضرته، واشتغل الحاجب بسحبهم وجرهم وطردهم ونهرهم، واشتغل النائب بطي المحاضر ورفع المحابر، حتى خلا لصاحبيه من كل شغل وعمل.
الباشا (لعيسى بن هشام) :
يظهر لي أن هذين الشابين من أكبر أولاد الأمراء أو أنهما مفتشان للنيابة كما رأينا المفتش للقسم.
عيسى بن هشام :
ما أظنهما إلا زائرين من قرناء النائب في المدرسة كما يظهر لي من شمائلهما.
الباشا :
وهذا أعجب وأعجب.
قال عيسى بن هشام: وأردت أن أخبر خبرهما وأكشف أمرهما، فانتهزت فرصة التزاحم بين الناس واشتغال الحاجب بهم فانزويت عقب الباب من وراء الستار بحيث أسمع وأرى، فسمعت هذه المحاورة بينهم:
الزائر الأول (بعد السلام والجلوس) :
لماذا تركتنا أمس أيها الخبيث من قبل أن ينتهي اللعب؟
अज्ञात पृष्ठ