سنة 609 إلى أن جاءت رايته وكانت الحروب والغزوات متصلة بين العرب وأعدائهم في القرن الخامس والسادس والسابع، وكثيرا ما يؤدي ملوك العرب الجزية للإفرنج بعد أن كان هؤلاء في القرن الأول والثاني والثالث والرابع يؤدون إلى العرب الجزية، ولما أغلظ ابن تاشفين لألفونس الكلام في المكاتبة قال هذا: «بمثل هذه المخاطبة يخاطبني وأنا وأبي نغرم الجزية لأهل ملته منذ ثمانين سنة! وكان ذلك سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
وبعد أن زال حكم الموحدين من إسبانيا دخلت في حكم محمد بن يوسف بن هود من بطليوس إلى مرسية وقرطبة وإشبيلية سنة 626، ولما هلك التف المسلمون حول محمد بن يوسف بن الأحمر من أسرة بني نصر، فاستولى على الأندلس سنة 629، فدام فيه وفي أعقابه نحو قرنين ونصف كان الضعف رائد دولتهم أولا حتى لقد صالح ابن الأحمر ألفونس ملك إسبانيا سنة 665 على أن أعطاه نحو أربعين مسورا من بلاد المسلمين من الشرق، فقال أبو محمد الرندي يرثي الأندلس، ويستصرخ أهل العدوة من بني مرين، قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
دهى الجزيرة خطب لا عزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فامتحنت
حتى خلت منه أوطان وبلدان
فسل بلنسية ما شأن مرسية
وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم
من عالم قد سما فيها له شان
अज्ञात पृष्ठ