انسانا وخليفة ، فأما إنسانيته فلعموم نشأته وحصره (1) الحقائق كلها . وهو للحق بمنزلة إنسان العين من العين الذي يكون به (2) النظر ، وهو المعبر عنه بالبصر . فلهذا سمي إنسانا(3) فإنه به ينظر (4) الحق إلى خلقه فيرحمهم (5) فهو الإنسان الحادث (3- ب) الأزلي والنشء الدائم الأبدي ، والكلمة الفاصلة الجامعة فقيام (6) العالم بوجوده ، فهو من العالم كفص الخاتم من الخاتم ، وهو محل النقش(7) والعلامة التي بها يختم بها الملك على خزانته . وسماه خليفة من أجل هذا لأنه تعالى الحافظ به خلقه (8) كما يحفظ الختم الخزائن . فما دام ختم الملك عليها لا يحسر أحد على فتحها إلا بإذنه فاستخلفه في حفظ الملك(9) . فلا يزال العالم محفوظا ما دام فيه هذا الإنسان الكامل. ألا تراه إذا زال وفك من خزانة الدنيا لم يبق فيها ما اختزنه الحق فيها وخرج ما كان فيها (10) والتحق بعضه ببعض وانتقل الأمر إلى الآخرة فكان ختما على خزانة الآخرة ختما أبديا ؟ فظهر جميع ما في الصور الإلهية من الأسماء في هذه النشأة الإنسانية فحازت رتبة الإحاطة والجمع بهذا الوجود ، وبه قامت الحجة لله تعالى على الملائكة . فتحفظ فقد وعظك الله بغيرك ، سانظر من أين أتي على من أتي عليه (11) . فإن الملائكة لم تقف مع ما تعطيه نشأة هذا (12) الخليفة ، ولا وقفت مع ما تقتضيه حضرة الحق من العبادة الذاتية ، فإنه ما يعرف أحد من الحق إلا ما تعطيه ذاته وليس للملائكة جمعية آدم ، ولا وقفت مع الأسماء (4-1) الإلهية
पृष्ठ 50