صاح السيد دي تريفي: «آثوس!»
قال آثوس للسيد دي تريفي، بصوت واهن، ولكنه كامل الهدوء: «أأرسلت في طلبي، يا سيدي؟ لقد أخبرني رفقائي بذلك، فهرعت لأتلقى أوامرك.» وكان مرتديا ملابسه بصورة صحيحة، ودخل الغرفة بخطى وئيدة.
وإذ تأثر السيد دي تريفي بدليل الشجاعة والإقدام هذا، تقدم نحوه وقال: «كنت أوشك على إخبار هذين السيدين بأنني أحظر على فرساني تعريض حياتهم للخطر بغير داع؛ فالرجال الشجعان لديهم مكانة خاصة عند الملك، وهو يعلم أن فرسانه أشجع رجال على الأرض.»
كان تأثير مجيء آثوس قويا على الحضور، لدرجة أن اجتمع حشد خارج الباب نصف المفتوح. ورغم أن جميع الفرسان يعلمون بجرحه، فقد احتفظ به سرا على الآخرين، قدر المستطاع. فلما سمعوا كلمات قائد الفرسان الأخيرة، لم يستطيعوا كبت تعبيرهم عن الرضا. ولاحت عدة رءوس من خلف الستار. وكان السيد دي تريفي موشكا على أن يتحدث إليهم بغلظة، لافتقارهم إلى الأدب والنظام، لولا أن آثوس سقط على الأرض مغشيا عليه.
صاح السيد دي تريفي: «طبيب! طبيبي! طبيب الملك! أمهر طبيب يمكن الحصول عليه!»
واندفع عدد من الفرسان إلى داخل الغرفة، واحتشدوا حول الرجل الجريح. ولحسن الحظ، كان الطبيب المطلوب موجودا في ذلك المبنى، فشق طريقه وسط الجمع، وطلب نقل الفارس إلى حجرة أخرى، ففتح السيد دي تريفي بابا جانبيا، وأشار إلى بورثوس وأراميس اللذين حملا زميلهما في الحال.
عاد بورثوس وأراميس مباشرة، تاركين الطبيب والسيد دي تريفي، وحدهما مع آثوس.
بعد فترة وجيزة، عاد السيد دي تريفي نفسه، وأخبرهم جميعا بأن حالة الفارس مطمئنة وليس فيها ما يدعو إلى القلق، وأن ضعفه، يرجع ببساطة، إلى ما فقده من دم.
أشار السيد دي تريفي، بعد ذلك بيده، فغادر الجميع المكتب، ما عدا دارتانيان الذي لم ينس أن لديه مقابلة رسمية، وهكذا بقي في مكانه بعزيمة الرجل الغسقوني.
الفصل السابع
अज्ञात पृष्ठ