1 - هدايا الأب الثلاث
2 - إهانة وتحد
3 - ميلادي تقابل الرجل المجهول وتتلقى التعليمات
4 - بحث دارتانيان عبثا عن خطاب التوصية يوحي لصاحب الفندق بفكرة
5 - إعجاب دارتانيان بطرق استخدام السيف فوق السلم، وإعجابه بحمالة سيف
6 - استقبال دارتانيان استقبالا رسميا وسماعه أكثر مما كان متوقعا أن يسمع
7 - دارتانيان يتلقى نصيحة طيبة من السيد دي تريفي لكنه لا يعيرها كثير التفات
8 - كتف آثوس وحمالة بورثوس
9 - منديل أراميس
10 - الساعة الثانية عشرة خلف قصر لوكسمبورغ
अज्ञात पृष्ठ
11 - دارتانيان يتخذ قرارا سريعا
12 - ميلادي
13 - آثوس يحافظ على كلمته ودارتانيان ينجح في خطته
14 - ميلادي تستقبل دارتانيان
15 - دارتانيان يسترق السمع
16 - سر ميلادي
17 - دارتانيان يطلق العنان لقدميه
18 - مهمة خطرة تأتي بنتائج غير عادية
19 - عصير أنجو
20 - فندق برج الحمام الأحمر
अज्ञात पृष्ठ
21 - ميلادي تستقبل زائرا غير متوقع
22 - عقد رهان سخيف على عمل خطير
23 - انعقاد مجلس الأربعة في ظل ظروف صعبة
24 - خاتم يحل مشكلة خطيرة
25 - دارتانيان يحقق أعظم رغباته وأراميس يخط خطابا صعبا
26 - العدالة
27 - فخامته يتعرف على خط يده ويصدر قرارا حكيما
1 - هدايا الأب الثلاث
2 - إهانة وتحد
3 - ميلادي تقابل الرجل المجهول وتتلقى التعليمات
अज्ञात पृष्ठ
4 - بحث دارتانيان عبثا عن خطاب التوصية يوحي لصاحب الفندق بفكرة
5 - إعجاب دارتانيان بطرق استخدام السيف فوق السلم، وإعجابه بحمالة سيف
6 - استقبال دارتانيان استقبالا رسميا وسماعه أكثر مما كان متوقعا أن يسمع
7 - دارتانيان يتلقى نصيحة طيبة من السيد دي تريفي لكنه لا يعيرها كثير التفات
8 - كتف آثوس وحمالة بورثوس
9 - منديل أراميس
10 - الساعة الثانية عشرة خلف قصر لوكسمبورغ
11 - دارتانيان يتخذ قرارا سريعا
12 - ميلادي
13 - آثوس يحافظ على كلمته ودارتانيان ينجح في خطته
अज्ञात पृष्ठ
14 - ميلادي تستقبل دارتانيان
15 - دارتانيان يسترق السمع
16 - سر ميلادي
17 - دارتانيان يطلق العنان لقدميه
18 - مهمة خطرة تأتي بنتائج غير عادية
19 - عصير أنجو
20 - فندق برج الحمام الأحمر
21 - ميلادي تستقبل زائرا غير متوقع
22 - عقد رهان سخيف على عمل خطير
23 - انعقاد مجلس الأربعة في ظل ظروف صعبة
अज्ञात पृष्ठ
24 - خاتم يحل مشكلة خطيرة
25 - دارتانيان يحقق أعظم رغباته وأراميس يخط خطابا صعبا
26 - العدالة
27 - فخامته يتعرف على خط يده ويصدر قرارا حكيما
الفرسان الثلاثة
الفرسان الثلاثة
تأليف
ألكسندر ديماس
ترجمة
أمين سلامة
अज्ञात पृष्ठ
الفصل الأول
هدايا الأب الثلاث
كان لويس الثالث عشر، ملك فرنسا، من أبرع من استخدموا السيف في مملكته، ومع ذلك، فكثيرا ما سمع يردد: «لو كان لي صديق يريد المبارزة، ويحتاج إلى من يبارزه، فإني أنصحه بأن يختارني أنا أولا، ثم تريفي من بعدي، أو ربما تريفي أولا.»
وكان السيد دي تريفي من أوفى الأوفياء، ومن أعظمهم إخلاصا للملك. وكان من الضروري في تلك الأيام، أن يحاط المرء بالأوفياء أمثال تريفي، ولذلك انتهز الملك لويس الثالث عشر، أول فرصة، فجعله قائدا لحرسه الملكي، الفرسان.
لم يكن الكاردينال ريشلييه، الذي هو رئيس وزراء الملك، والمرهوب الجانب أكثر من الملك، بأقل جدارة بالاحترام. ولما رأى المجموعة القوية من الرجال المختارين، الذين أحاط بهم السيد دي تريفي الملك، قرر أن يكون له حرسه، هو أيضا، مثلما للملك فرسانه. وقد تنافس كل من الرجلين، في أن يضيف إلى مجموعته أمهر الرجال وأشجعهم في استخدام السيف.
وكانت المشاجرات والمعارك وأعمال الشغب من الأحداث اليومية في تلك الأيام. وكان النبلاء المزهوون يتعاركون معا، أو يحيك كل منهم المكائد للآخر. وكان هناك اللصوص والمتسولون المحترفون والمغامرون والأوغاد الذين دأبوا على تعكير صفو حياة كل فرد. وكان المواطنون يتصدون دائما لأولئك المتجولين للشر، وكثيرا ما قاتلوا النبلاء، ولكنهم لم يقاتلوا الكاردينال قط.
إذن، فمن الطبيعي أن يثور فضول شعب ميونغ، حين يسمعون ضجيجا عاليا بقرب فندق «جولي ميلر»، وأن يتسلحوا بكل ما يمكنهم استخدامه من أسلحة، ويندفعوا نحو الفندق، حيث تتزايد حشود الناس سريعا، يصيحون جميعا ويصخبون. ولم يكن من الصعب اكتشاف سبب الاضطراب.
كان سبب تلك المتاعب رجلا في الحلقة الثالثة من عمره، ولا شك في أنه كان من أهالي غسقونيا، فمن السهل معرفته من عينيه الذكيتين الواسعتين، وأنفه الدقيق. وقد يظنه ذو العين المجربة ابن مزارع يقوم برحلة، لولا السيف الطويل المتدلي إلى جانبه.
وقد لفت حصانه أنظار كل من رآه. كانت سنه تتراوح بين اثنتي عشرة أو أربع عشرة سنة، وكان مغطى بشعر أصفر اللون، وذيله خاليا تماما من الشعر، وكان يسير مطأطئ الرأس لأسفل من مستوى ركبتيه. ورغم ذلك، أفلح في أن يسير المسافات المقررة عليه في كل يوم.
لم يستطع دارتانيان، وهذا هو اسم الشاب، أن يخفي منظره المضحك وهو ممتط صهوة مثل ذلك الحصان، رغم كونه فارسا ماهرا؛ لذا فقد تنهد عميقا عندما قبله هدية من أبيه في ذلك الصباح.
अज्ञात पृष्ठ
قال السيد الغسقوني: «أي بني، ولد هذا الحصان في إسطبلي منذ حوالي ثلاثة عشر عاما، وخدمني بإخلاص منذ ذلك الحين. وهذه الحقيقة يجب أن تكون مدعاة لسرورك أن يكون ملكا لك.»
استطرد والد دارتانيان قائلا: «وحيث إنك، يا ولدي، ستشق طريقك في الحياة، فضع نصب عينيك أن تحافظ على مكانتك، ولا تتقبل النقد من أي شخص، باستثناء الكاردينال والملك. ولا تخش المعارك أبدا، وابحث عن المغامرة. وقد علمتك كيف تستخدم السيف. وعليك بالقتال في جميع المناسبات.»
وأضاف الرجل العجوز: «بمجرد أن تبلغ باريس، اذهب بهذا الخطاب وسلمه بنفسك للسيد تريفي؛ إذ كان هذا السيد، فيما مضى، جاري، وحظي بشرف اختياره رفيقا لملكنا قبل اعتلائه العرش. إنه الآن قائد الفرسان؛ أي قائد حرس الملك الشخصي.
علاوة على هذا، فالسيد دي تريفي يربح عشرة آلاف كارون راتبا سنويا له، ولذا فهو يعد من النبلاء العظماء. لقد بدأ حياته مثلما تبدؤها أنت. اذهب إليه بهذا الخطاب، واتخذه قدوتك حتى تنجح مثله. ليس لدي ما أعطيكه، يا بني، سوى خمسة عشر كراونا، وحصاني، والنصيحة التي سمعتها الآن. انتهز كل فرصة سانحة، وعش سعيدا وطويلا.»
بعد ذلك، علق السيد دارتانيان سيفه على حمالة ابنه، وقبله في وجنتيه وباركه.
الفصل الثاني
إهانة وتحد
حين وصل دارتانيان إلى ميونغ، ترجل عند باب فندق جولي ميلر. ولاحظ أثناء ترجله، رجلا رزين المنظر، يقف عند نافذة نصف مفتوحة بالطابق الأرضي، ويتكلم إلى شخصين آخرين خلفه بالحجرة، ويصغيان إليه باحترام غير عادي. وبطبيعة الحال، ظن دارتانيان أنه موضوع الحديث، خاصة وأن الرجل كان يتطلع إليه بين الفينة والأخرى؛ لذا أصاخ دارتانيان السمع إلى ما يقال.
والواقع أنه كان مخطئا بعض الشيء؛ إذ إن الرجل كان يتحدث عن صفات الحصان، وكثيرا ما كان الرجلان اللذان يصغيان إليه يضحكان بين آونة وأخرى. وإذا كانت نصف ابتسامة تكفي لإثارة طباع ذلك الرجل السريع الغضب، فمن السهل أن نتصور مدى الأثر الذي نشأ عن ذلك الأمر.
في تلك اللحظة عينها، أبدى الرجل ملاحظة دعابية ساخرة عن الحصان، فقهقه الاثنان الآخران بصوت يعلو على صوت ضحكهما السابق. غير أنه، هو نفسه، لم يظهر أكثر من ابتسامة بسيطة على وجهه. وهنا أحس دارتانيان، في هذه المرة، أنه قد أهين. وإذ اقتنع بهذا، تقدم وقد وضع إحدى يديه على مقبض سيفه، وأسند الأخرى على خاصرته، وصاح قائلا: «اسمع، يا سيدي، يا من تخفي نفسك وراء ذلك المصراع. أخبرني عما يضحكك، فنضحك معا.»
अज्ञात पृष्ठ
أدار الرجل عينيه ببطء، من الحصان إلى صاحبه، وكأنه يحتاج إلى بعض الوقت ليتأكد مما إذا كانت هذه الملاحظات موجهة إليه. وبعد ذلك، عندما لم يصبح لديه شك في هذه الحقيقة، قطب جبينه، ورد على دارتانيان بغير اكتراث، قائلا: «لم أكن أتحدث عنك!»
غضب دارتانيان أكثر من ذي قبل، من هذه السخرية، وقال: «ولكني أتحدث إليك.»
نظر إليه الرجل مرة أخرى، وعلى شفتيه شبح ابتسامة باهتة، وغادر النافذة. ولما غادر الفندق، تقدم نحو الحصان، وبينه وبين دارتانيان خطوتان.
واستأنف الرجل المجهول كلامه، قائلا: «من المؤكد، أو من المرجح أن هذا الحصان كان في شبابه أقحوانة برية صفراء!» وتوجه بكلامه إلى الرجلين اللذين كانا لا يزالان عند النافذة، متجاهلا دارتانيان تماما: «إنه لون معروف جيدا بين الزهور، غير أنه حتى الآن، نادر جدا بين الخيول.»
صاح الشاب: «هناك من يضحكون من حصان، ولكنهم لا يتجاسرون على الضحك من صاحبه!»
قال الرجل المجهول: «أنا لا أضحك كثيرا، يا سيدي، وربما تكون قد لاحظت ذلك، ورغم ذلك، فأنا أضحك عندما يحلو لي أن أضحك.»
صاح دارتانيان: «وأنا، عندما يحلو لي، لن أسمح لأي رجل بأن يضحك!»
واصل الرجل الوقور كلامه في هدوء: «أهو ذاك ، يا سيدي؟» واستدار ليدخل الفندق. «استدر! استدر أيها المهرج، وإلا ضربتك من الخلف!»
قال الآخر وهو يستدير وينظر إلى ذلك الشاب بدهشة وسخرية: «تضربني! لماذا، يا زميلي العزيز؟ لا بد أنك مجنون!» ثم أضاف بصوت خفيض، وكأنه يحادث نفسه: «هذه إساءة بالغة!»
ما كاد الرجل ينتهي من قوله هذا، حتى هجم عليه دارتانيان ثائرا، ولو لم يرتد الرجل إلى الخلف سريعا، لكانت هذه آخر مرة يمزح فيها. ولما رأى أن ذلك الشاب كان جادا حقيقة، استل سيفه ووقف في موقف استعداد. غير أنه، في هذه اللحظة عينها، خرج الرجلان اللذان كانا في الفندق، ومعهما صاحب الفندق، وانهالوا على دارتانيان ضربا بالهراوات. ولما استدار دارتانيان ليواجه وابل الضربات هذا، أعاد الرجل المجهول سيفه إلى غمده بهدوء. وبدلا من أن يشارك في القتال بحماس، وقف متفرجا.
अज्ञात पृष्ठ
ظل الرجل المجهول هادئا غير منزعج، وردد لنفسه: «اللعنة على هؤلاء الغسقونيين! ضعوه على حصانه الأصفر، وأرسلوه إلى حال سبيله.»
صاح دارتانيان بشجاعة: «ليس قبل أن أقتلك أيها الجبان!»
ووقف راسخا أمام مهاجميه الذين ظلوا يمطرونه بالضربات.
قال الرجل الوقور: «بشرفي، إن هؤلاء الغسقونيين يتصرفون بدون وعي! إذن استمروا فيما تفعلون، ما دام يريد هذا، فإذا ما كل، فسيصرخ معلنا بأنه نال كفايته.»
بيد أن الرجل المجهول لم يعرف ذلك الشخص العنيد، الذي كان عليه أن يتعامل معه؛ فلم يكن دارتانيان هو ذلك الرجل الذي يستسلم أو يطلب الرحمة. وعلى ذلك استمر القتال حتى سقط سيفه مكسورا بضربة عصا هائلة، وطرحته ضربة أخرى على رأسه أرضا مضرجا بالدم، فاقدا الوعي.
في تلك اللحظة، أقبل الناس من كل حدب وصوب إلى مسرح القتال؛ وإذ خشي صاحب الفندق العواقب، حمل الرجل الجريح إلى المطبخ، حيث أمر بغسل جراحه وتضميدها.
الفصل الثالث
ميلادي تقابل الرجل المجهول وتتلقى التعليمات
عاد السيد إلى حجرته، وأخذ يراقب الجموع من النافذة بقلق؛ إذ كان من الجلي أن عدم انصرافهم ضايقه.
سأل الرجل المجهول صاحب الفندق، الذي جاء ليستفسر عما إذا كان ضيفه قد لحقه أذى: «كيف حال هذا المجنون؟»
अज्ञात पृष्ठ
أجاب: «أرجو أن تكون فخامتكم سليما وفي مأمن!» «نعم! أنا بخير تماما، وسليم تماما. ماذا صارت إليه حال ذلك المتهور الأرعن؟»
أجاب صاحب الفندق: «إنه أحسن حالا. أغمي عليه فقط.»
قال السيد: «أصحيح ما تقول؟» «ولكنه استجمع كل قواه، قبل أن يفقد وعيه مباشرة، معلنا نزالك وتحديك، قائلا إنه لو حدث مثل ذلك الشيء في باريس، لجعلك تندم عليه أشد الندم.»
قال السيد: «إذن، فلا بد أن يكون أميرا متنكرا. ألم يذكر اسم أحد أثناء غضبه؟» «بلى. تحسس جيبه وقال سنرى ماذا يكون رد فعل السيد دي تريفي عن هذه الإهانة التي لحقت شخصا في حمايته.»
ردد الرجل المجهول باهتمام: «السيد دي تريفي!» ووضع يده على جيبه وهو ينطق باسم السيد دي تريفي، ثم أضاف: «والآن، يا عزيزي، ما دام هذا الرجل الصغير فاقدا الإحساس، فمن المؤكد أنك لم تفشل في معرفة ما في جيبه. ماذا كان به؟» «خطاب موجه إلى السيد دي تريفي قائد الفرسان.»
تمتم الرجل قائلا: «من يدري، ربما أرسل تريفي هذا الغسقوني الصغير ليعتدي علي! إنه أصغر من أن يفعل هذا، ولكن ضربة السيف هي ضربة السيف، مهما تكن سن الضارب! وعلاوة على هذا، فإن الشاب أقل عرضة لأن يشتبه فيه من الرجل الكبير.»
بعد ذلك، بقي يفكر مليا لبضع لحظات، ثم قال: «ألا يمكنك أن تتخلص من هذا الفتى المجنون؟ الحقيقة أنني لا أستطيع أن أقتله، ولكنه يضايقني. أين هو؟» «في حجرة بالدور الأول، حيث تضمد جراحه.» «هل معه أشياؤه وحقيبته؟ هل خلع صداره؟» «كل شيء في المطبخ. ولكن إذا كان يضايقك هذا الفتى الأرعن ...!» «من المؤكد جدا أنه يضايقني؛ فقد أحدث اضطرابا في فندقك، والناس المحترمون لا يحبون ذلك. اذهب، وأعد فاتورتي، وأخبر بها خادمي.» «ماذا، يا صاحب الفخامة؟ هل ستتركنا هكذا سريعا؟» «كنت تعلم أنني سأنصرف؛ إذ أعطيت الأوامر بإسراج حصاني، ألم تنفذ؟» «نفذت أوامرك حرفيا، كما قد تكون فخامتك قد لاحظت، وحصانك في الممر أمام الباب ، وعليه السرج.» «إذن، أحضر فاتورتي.»
انحنى صاحب الفندق بتواضع إثر لمحة آمرة من السيد، وغادر الحجرة.
تمتم الغريب لنفسه قائلا: «ليس من الضروري أن يرى هذا الشخص ميلادي؛ إذ سرعان ما ستكون هنا. لقد تأخرت فعلا. من الأفضل أن أمتطي الحصان وأسرع لملاقاتها، ولكني أود أن أعرف ماذا يحويه الخطاب الموجه إلى السيد دي تريفي.» ثم سار ببطء نحو المطبخ.
في الوقت نفسه، صعد صاحب الفندق إلى دارتانيان، فوجده قد استعاد وعيه لتوه، فأخبره بأن الشرطة ستعامله بقسوة لعراكه مع لورد عظيم - إذ يبدو من هيئة الرجل أنه لا يمكن أن يكون سوى لورد عظيم - وأصر على وجوب انصراف دارتانيان بأسرع ما يمكن. ونزل دارتانيان وهو لا يزال شبه فاقد للوعي، ورأسه مضمد، إلى الطابق الأرضي. ولما أطل من النافذة، أبصر السيد المجهول يتحدث بهدوء إلى شخص ما في عربة يجرها حصانان جميلان.
अज्ञात पृष्ठ
وأمكنه أن يرى الشخص الذي كان يتحدث إليه الرجل المجهول، رآه بوضوح من خلال نافذة العربة. كانت امرأة من الطبقة الراقية، في حوالي الثانية والعشرين من عمرها. رأى دارتانيان، في لحظة، أن هذه المرأة شديدة الحسن؛ بيضاء البشرة، تتدلى على كتفيها خصلات شعر مسترسلة، ذات عينين نجلاوين زرقاوين حالمتين، وشفتاها ورديتان، ويداها بضتان ناعمتان. كانت تتحدث إلى الرجل المجهول بطريقة عصبية.
قالت السيدة: «إذن، فإن فخامته يأمرني ...» «بأن تعودي فورا إلى إنجلترا، يا ميلادي، وتخطريه مباشرة بأن يغادر دوق بكنجهام لندن.»
سألت المرتحلة الحسناء: «وفيما يختص بتعليماتي الأخرى؟» «يضمها هذا الصندوق، الذي يجب ألا تفتحيه حتى تصلي إلى إنجلترا.» «حسن جدا. وأنت ماذا ستفعل؟» «سأعود إلى باريس.»
سألت السيدة: «ماذا؟ ألن تعاقب أولا هذا الغلام الوقح؟»
في اللحظة نفسها، التي كان الرجل المجهول سيجيب عليها، اندفع دارتانيان خارجا، وقد سمع ما قالته، فصاح قائلا: «هذا الغلام الوقح هو الذي يعاقب غيره، وآمل في هذه المرة، ألا يفلت مثلما أفلت من قبل.»
ردد الرجل المجهول عابسا: «لن يفلت منه؟» «لن يفلت؛ إذ أعتقد أنه لن يجرؤ على الفرار أمام امرأة!»
قالت ميلادي للرجل المجهول، وهو يضع يده على مقبض سيفه: «تذكر أن أقل تأخير سيفسد كل شيء.»
صاح الرجل: «أنت على حق. انصرفي الآن في طريقك، وسأذهب أنا في طريقي بأسرع ما يمكنني.» وانحنى للسيدة، ثم قفز إلى سرجه، فانصرفت عربتها على الفور.
وهكذا افترق المتكلمان متخذين جهتين متضادتين بأسرع ما في مكنتهما.
صاح صاحب الفندق، الذي تغير رأيه في ذلك المرتحل عندما أبصره ينصرف دون أن يسدد حسابه، قائلا: «الحساب!»
अज्ञात पृष्ठ
قال الرجل المجهول لخادمه: «ادفع له!»
وألقى الخادم بعدة قطع من النقود الفضية إلى صاحب الفندق، وأسرع يركض بحصانه خلف سيده.
صاح دارتانيان وهو يقفز إلى الأمام: «أيها الجبان! أيها السيد الزائف!» وعند ذلك أنهكه جرحه، فما كاد يسير عشر خطوات حتى أغمي عليه مرة أخرى، وسقط في الشارع وهو لا يزال يصيح: «أيها الجبان! أيها الجبان!»
عقب صاحب الفندق قائلا: «الحق معك؛ فهو في الحقيقة جبان!» ظانا أن قليلا من التملق لن يضيره شيئا.
وهمس دارتانيان: «نعم، إنه لجبان، ولكنها هي جميلة جدا!»
سأله صاحب الفندق: «من تكون هي؟»
قال دارتانيان وهو يغمى عليه: «ميلادي.»
الفصل الرابع
بحث دارتانيان عبثا عن خطاب التوصية يوحي لصاحب الفندق بفكرة
في الصباح التالي، وضعت ضمادات جديدة لجراح دارتانيان. ولا شك أنه بفضل شبابه، وربما أيضا لعدم وجود طبيب، أخذ يتجول في ذلك المساء، واسترد عافيته في اليوم التالي. وعندما حان وقت سداد فاتورته، كان المبلغ الوحيد المدين به للفندق، هو أجر حجرته، مع وجبة واحدة، بالإضافة إلى أجر الضمادات. ومن ناحية أخرى، تبعا لقول صاحب الفندق، أكل حصانه ثلاثة أضعاف ما يستطيع حصان آخر من نفس حجمه أن يأكل عادة. ولم يجد دارتانيان شيئا في جيوبه، باستثناء نقوده. أما الخطاب الموجه للسيد دي تريفي، فقد اختفى!
अज्ञात पृष्ठ
وراح يبحث عن الخطاب بصبر عظيم، وأفرغ جيوبه وبحث في حقيبته مرارا. ولما أدرك أخيرا أنه لن يعثر على الخطاب، استشاط غضبا وثار. وعندما رأى صاحب الفندق أن ذلك الشاب المتسرع الأرعن سيحطم كل شيء في الفندق، إن لم يجد خطابه، أمسك بقضيب حديدي، وأمسكت زوجته بيد مكنسة، وأمسك الخدم بالعصي التي استخدموها في اليوم السابق.
صاح دارتانيان قائلا: «خطاب التوصية الخاص بي! خطاب التوصية، وإلا فإنني أقسم أنني سأمزقكم جميعا إربا إربا!»
ولسوء الحظ، كانت ثمة عقبة كئود تحول دون تنفيذ هذا التهديد؛ فإن سيف دارتانيان قد كسر نصفين، ونسي هو هذه الحقيقة؛ ولذلك، فعندما استله وجد نفسه مسلحا بقطعة من سيف طولها حوالي عشرين سنتيمترا، كان صاحب الفندق قد وضعها بعناية في غمد السيف. وما كان لهذا الأمر أن يوقف ذلك الشاب المتهور، لولا ما أعلنه صاحب الفندق، بأن طلب الخطاب منهم ليس عادلا تماما.
قال الرجل وهو يخفض القضيب الحديدي: «دعنا نفكر معا أين هذا الخطاب.»
صاح دارتانيان معقبا: «نعم، أين هو؟ إني أحذركم بأن ذلك الخطاب موجه للسيد دي تريفي، ويجب العثور عليه، فإن لم يعثر عليه، فسيعرف هو كيف يعثر عليه. أعدكم بذلك!»
حفز هذا التهديد صاحب الفندق للتحرك إلى العمل، فألقى بالقضيب الحديدي من يده، وأمر زوجته بأن تفعل نفس الشيء بيد المكنسة، والخدم بعصيهم، وبدأ يبحث بجدية عن الخطاب. ورغم ذلك، فلم يمض وقت طويل، حتى تذكر شيئا هاما، فصاح فجأة: «الخطاب لم يضع.»
قال دارتانيان دهشا: «ماذا؟» «نعم، بل سرق منك.» «سرق؟ ومن سرقه؟» «سرقه ذلك السيد الذي كان هنا بالأمس. نزل إلى هذه الحجرة التي تركت فيها صدارك، ومكث فيها بعض الوقت. ولا بد أنه سرقه.»
قال دارتانيان وهو لا يزال غير مقتنع: «أتظن ذلك؟»
استطرد صاحب الفندق قائلا: «أقول لك إنني متأكد من هذا تماما؛ فعندما أخبرته بأن سيادتكم في حماية السيد دي تريفي، وأنك تحمل لذلك الشخص النبيل خطابا، بدا عليه القلق الشديد؛ وسأل عن مكان الخطاب. وبعدها مباشرة نزل إلى حيث تركت صدارك وأشياءك.»
قال دارتانيان: «إذن فلا شك في أنه هو اللص. سأشكو إلى السيد دي تريفي، وسيشكو هو بدوره إلى الملك.» ثم أخرج كراونين، بعظمة، من كيس نقوده، وأعطاهما لصاحب الفندق، الذي رافقه إلى باب الفندق والقبعة في يده.
अज्ञात पृष्ठ
امتطى دارتانيان، من جديد، صهوة جواده الأصفر اللون، الذي حمله بدوره إلى باريس، وهناك باع حصانه بثلاثة كراونات. وهذا يعتبر ثمنا طيبا للغاية. وهكذا دخل هذا المغامر الشاب باريس على قدميه، حاملا متعلقاته القليلة في حقيبة تحت إبطه.
وبعد بحث غير طويل، وجد شقة للإيجار بسعر يناسب ماليته المحدودة. بعد ذلك، ذهب ليصنع نصلا جديدا لسيفه. وفي طريق عودته، سأل أول فارس أبصره عن مقر السيد دي تريفي الرئيسي، والذي اتضح أنه قريب من المسكن الذي استأجره.
وإذ كان مقتنعا بعد ذلك بالطريقة التي سلكها إلى ميونغ، دون أسف على ما مضى، وواثقا بالحاضر، ومفعما بالأمل في المستقبل؛ فقد أوى إلى فراشه، ونام نومة المقدام.
الفصل الخامس
إعجاب دارتانيان بطرق استخدام السيف فوق السلم، وإعجابه بحمالة سيف
كان فرسان الملك جماعة من الرجال البواسل المستهترين غير المهذبين تماما، وعلى استعداد لمواجهة أي شخص، فيما عدا رئيسهم السيد دي تريفي. كانوا يشاهدون في كل مكان يضحكون ويتكلمون بأصوات صاخبة، ويفتلون شواربهم، ويصلون بسيوفهم. وفوق كل شيء، كان يحلو لهم أكثر من أي شيء آخر أن يتحرشوا بحرس الكاردينال، حين يلتقونهم بمحض الصدفة. ولم يهتم أولئك الرجال بالقانون في قليل أو كثير، وكانوا دائما في قتال ونزال؛ يقتلون أحيانا، ولكنهم في أغلب الأحيان يقتلون. وكانوا على يقين من عدم بقائهم في السجن؛ إذ إن هناك السيد دي تريفي الذي يعمل على إطلاق سراحهم في الحال.
كان هؤلاء الرجال يقدسون السيد دي تريفي، ويمدحونه مديحا يكاد يصل إلى عنان السماء. ورغم كونهم لا يهابون أحدا، فإنهم كانوا يطيعون أي أمر يتفوه به السيد دي تريفي، وعلى استعداد تام للتضحية بالنفس والنفيس لغسل أقل إهانة تلحق به أو بالفرسان تحت إمرته. وكان مقر السيد دي تريفي في باريس يشبه معسكرا مسلحا في جميع الأوقات. كان به على الدوام خمسون أو ستون فارسا مجتمعين في الفناء وفي الممرات. وكانوا يتناوبون الحراسة فيما بينهم أثناء فترة راحتهم في القصر؛ ليظهروا قواهم في استعراض عظيم قدر الإمكان. يسيرون في كبرياء وخيلاء، مدججين بالسلاح، ومستعدين لأي شيء.
لما قدم دارتانيان نفسه، كان المجلس مهيأ بعظمة غير عادية، كأن شخصية عظيمة ستزور السيد دي تريفي، فلما اجتاز دارتانيان المدخل الضخم ذا الأبواب الكبيرة المغطاة بالمسامير المربعة الرءوس، وجد نفسه وسط عدد من السيافين، يمزحون ويتشاجرون بمرح، كل واحد مع الآخر، وهم لا يفسحون الطريق لأي شخص إلا إذا كان ضابطا أو نبيلا أو سيدة.
تقدم الشاب وسط هذه الضوضاء والفوضى الواضحة، وقلبه يخفق. وكلما اجتاز جماعة تنفس الصعداء. ولكن لم يسعه إلا أن يلاحظ أنهم كانوا يرمقونه بمتعة، فأحس دارتانيان المزهو، لأول مرة في حياته، بشيء من القلق. وعندما بلغ أول السلم الرحب الضخم زاد قلقه. كان ثمة أربعة فرسان يتسلون بألعاب السيوف، وعشرة فرسان، أو اثنا عشر فارسا، كانوا عند بداية السلم، ليأخذوا دورهم. وقف أحد هؤلاء الأربعة عند درجة سلم عليا مشهرا سيفه، ليمنع أو ليحاول منع الثلاثة الآخرين من الصعود، فانقض عليه الثلاثة الآخرون بسيوفهم المشرعة، إلا أن الفارس الواقف على درجة السلم العليا، أبعد عنه خصومه الثلاثة، بمهارة فائقة.
ويبدو أن القاعدة عندهم تنص على أنه إذا أصيب رجل، خطا جانبا، وحل محله آخر. وخلال خمس دقائق، جرح ثلاثة فرسان جروحا بسيطة، أحدهم في يده، وآخر في ذقنه، وثالث في أذنه، بواسطة الفارس المدافع عن السلم، على حين ظل هو نفسه دون أن يمسه أذى. لم يسبق لدارتانيان أن شاهد مثل هذه المهارة، ولا مثل هذه الجرأة.
अज्ञात पृष्ठ
وأخيرا لاحظوه، فجاءه رسول وسأله عما يريد، فذكر اسمه باحتشام، والتمس مقابلة قصيرة مع السيد دي تريفي، فوعده الرسول بتوصيل هذه الرسالة إلى القائد، وعند ذاك، غدا دارتانيان حرا في أن يتطلع إلى ما حوله. وكان في وسط هذه الجماعة البالغة النشاط والحيوية، فارس يبدو عليه الغرور، فارع الطول، يرتدي ثيابه بطريقة تختلف عن طرق الآخرين؛ لجذب الانتباه العام. لم يلبس هذا الفارس الزي الرسمي الذي يرتديه الآخرون ، وإنما كان يلبس صدارا أزرق بلون السماء، باهتا وباليا بعض الشيء، وفوقه حمالة سيف رائعة المنظر، مطرزة بخيوط ذهبية تتألق كما يتألق الماء تحت أشعة الشمس، ويتدلى من كتفيه العريضتين معطف طويل من القطيفة القرمزية اللون، مفتوح من الأمام ليبين الحمالة التي يتدلى منها أضخم سيف رآه دارتانيان في حياته.
ويبدو أن هذا الفارس انفصل حديثا من حرس القصر. وكان يعاني من نزلة برد، ويسعل من آن لآخر ليبرهن على إصابته بالبرد. وأخبر من حوله بأنه ارتدى المعطف ليدرأ هذا البرد عنه. وبينما هو يتكلم هكذا بلهجة ازدراء، ويفتل شاربه في خيلاء، أبدى الجميع إعجابهم بحمالة سيفه المزخرفة في إفراط، كما أعجب بها دارتانيان أكثر من غيره.
قال المدعو بورثوس: «أقسم بشرفي أنني اشتريتها بنفسي، بكل ما كان في كيس نقودي!»
عقب أحد الفرسان متهكما: «ربما؛ فقد اشتريت أنا كيس النقود هذا بنفس الطريقة، بكل النقود التي وضعها شخص آخر في كيس نقودي القديم!»
قال بورثوس: «هذا حقيقي، والدليل على ذلك أنني دفعت فيه اثني عشر بستولا،
1
أليس كذلك، يا أراميس؟» واستدار، وهو يتكلم، نحو فارس آخر. وكان هذا الفارس الذي استشهد به ليصدق على قوله، على نقيض بورثوس تماما؛ فهو شاب في حوالي الثالثة والعشرين من عمره، قلما يتكلم، وإذا تكلم فببطء وفي هدوء، وكثيرا ما كان ينحني احتراما لغيره بطريقة نبيلة تدل على حسن التربية. أجاب على استشهاد صديقه به، بإيماءة من رأسه، رغم أنه من المشكوك فيه أنه قد أصغى أساسا إلى كلام بورثوس.
وعلى ما يبدو فإن هذا التصديق قد أزال جميع الشكوك عن أصل حمالة السيف الفاخرة. ورغم أن الفرسان لم يزالوا يعجبون بها، فقد انتقل الحديث إلى موضوعات أخرى.
بعد ذلك بوقت قصير، خرج رسول من مكتب السيد دي تريفي، وصاح قائلا: «السيد دي تريفي ينتظر السيد دارتانيان.»
عند هذا الإعلان، الذي في أثنائه بقي باب المكتب مفتوحا، وقف الجميع صامتين. وفي وسط هذا السكون، عبر ذلك الرجل البهو بطوله، ودخل مكتب قائد الفرسان .
अज्ञात पृष्ठ
الفصل السادس
استقبال دارتانيان استقبالا رسميا وسماعه أكثر مما كان متوقعا أن يسمع
في تلك اللحظة، كان السيد دي تريفي عصبي المزاج، إلا أنه رحب بالشاب دارتانيان في أدب، على حين انحنى له دارتانيان انحناءة شديدة. وابتسم السيد دي تريفي عند سماعه أولى كلمات دارتانيان؛ فقد ذكرته طريقة الكلام الغسقونية بأيام صباه، وبموطنه، ولكنه أشار إليه بأن ينتظر لحظة، وخطا نحو الباب، ونادى بصوت آمر مرتفع: «آثوس! بورثوس! أراميس!»
ولبى فارسان النداء في الحال، وتركا زملاءهما، وأسرعا إلى المكتب.
أخذ السيد دي تريفي يذرع أرض الحجرة جيئة وذهابا في صمت، وقد قطب ما بين جبينه. وكان في كل مرة يمر في صمت أمام بورثوس وأراميس اللذين وقفا منتصبي القامة صامتين، وكأنهما تمثالان. ثم وقف فجأة أمامهما تماما، وشرع ينظر إليهما من رأسيهما إلى أخمص أقدامهما، نظرة شزراء غاضبة.
صاح قائلا: «أتعرفان ماذا قال لي الملك مساء أمس فقط؟ أتعرفان، يا سادة؟»
أجاب الاثنان بعد لحظة سكوت: «لا، يا سيدي، لا نعرف.» «أخبرني بأنه سيختار فرسانه، في المستقبل، من بين حرس الكاردينال.»
شرق وجه الفارسين غضبا من هذه الإهانة. وأحس دارتانيان بالقلق الشديد، وتمنى لو انشقت الأرض وابتلعته.
استطرد السيد دي تريفي كلامه بغضب وحدة، فقال: «كان جلالته على حق! فبينما كنت ألعب الشطرنج معه، بالأمس، روى الكاردينال كيف أحدثتم اضطرابا، أيها الفرسان المستهترون! أنتم أيها الثرثارون! وظننته سيلحق بي إهانة، ويضطر حرسه إلى القبض عليكم. يا لرحمة السماء! لا بد أنكم تعرفون شيئا عن هذا الموضوع. يقبضون على فرساني! ألم تكونا هناك ضمنهم. لا تنكرا أنكما كنتما هناك، لقد تعرفوا عليكما، وذكر الكاردينال اسميكما.
وأنت، يا أراميس، لماذا ارتديت الحلة الرسمية وأنت لا تصلح إلا لأن تدرس في مدرسة للصغار؟ وأنت، يا بورثوس، أتعلق في حمالتك الجميلة سيفا من القش؟ وآثوس، لست أرى آثوس؟ أين هو؟»
अज्ञात पृष्ठ
أجاب أراميس بصوت حزين: «إنه جد مريض يا سيدي. مريض للغاية.» «مريض؟ أتقول مريض للغاية؟»
أجاب بورثوس: «يخشى أن يكون كذلك، يا سيدي.» قال هذا وهو لا يرغب في أن يفوته الحديث. «مريض! لا أصدق هذا. من المحتمل جدا أنه جرح، أو ربما قتل. آه لو عرفت! «لا أريدكم، أيها السادة، أن تذهبوا كثيرا إلى الحانات، ولا أن تحدثوا ذلك العراك في الشوارع، ولا أن تستخدموا السيف وسط جموع الشعب. وأخيرا، لن أسمح بأن تهيئوا لحرس الكاردينال فرصة السخرية منكم! ادفعوا عن أنفسكم وصمة الهروب والفرار؛ فهذا شيء جميل يقال عن فرسان الملك، فرساني.»
ارتجف بورثوس وأراميس غضبا لهذه الإهانة. كان بوسعهما أن يقتلا السيد دي تريفي، لو لم يعرفا محبته العظمى لهم؛ لفرسانه، ولما سمحا له بأن يكلمهم بهذه الطريقة.
استأنف السيد دي تريفي كلامه وهو ثائر مثل جنوده، فقال: «فكروا في هذا الأمر. ماذا يعني أن يقبض ستة من حرس الكاردينال على ستة من فرساني؟ يا لرحمة السماء! سأذهب رأسا إلى القصر وأقدم استقالتي للملك، ثم أنضم إلى حرس الكاردينال (قالها وهو ينظر مباشرة إلى أراميس) وإذا رفضها، فسأعتزل!»
قال بورثوس، وهو لا يكاد يتمالك نفسه: «حسن يا سيدي. حقيقة، كنا ستة ضد ستة، ولكن لم يقبض علينا بوسائل عادلة! لقد باغتونا قبل أن نستل سيوفنا، فقتل اثنان من فريقنا، وجرح آثوس جرحا بليغا. وإنك لتعرف آثوس، يا سيدي، فهو ليس جبانا. ولكننا لم نستسلم، وإنما جرونا بالقوة في الطريق، ورغم ذلك، أمكننا أن نهرب. وقد اعتقدوا أن آثوس قتل، فتركوه ظانين أنه لا يستحق مشقة حمله. هذه هي القصة كلها. وأنت تدرك، يا سيدي، أن ليس بوسع المرء أن يكسب كل معاركه!»
قال أراميس: «بمقدوري أن أؤكد لك أنني قتلت واحدا منهم، بسيفه هو، إذ كسر سيفي من أول ضربة.»
قال السيد دي تريفي بلهجة أقل حدة: «لم أكن أعرف ذلك. أعتقد أن الكاردينال قد بالغ كما يفعل دائما.»
قال أراميس: «ولكني أرجوك، يا سيدي، ألا تذكر شيئا عن جرح آثوس؛ فقد يتطرق إليه اليأس إن سمع الملك بذلك، فالجرح بليغ ويخشى ...»
في تلك اللحظة، رفع الستار الذي يحجب الباب، وظهر وجه نبيل وأنيق، ولكنه شاحب اللون بصورة لافتة.
صاح الفارسان: «آثوس!»
अज्ञात पृष्ठ
صاح السيد دي تريفي: «آثوس!»
قال آثوس للسيد دي تريفي، بصوت واهن، ولكنه كامل الهدوء: «أأرسلت في طلبي، يا سيدي؟ لقد أخبرني رفقائي بذلك، فهرعت لأتلقى أوامرك.» وكان مرتديا ملابسه بصورة صحيحة، ودخل الغرفة بخطى وئيدة.
وإذ تأثر السيد دي تريفي بدليل الشجاعة والإقدام هذا، تقدم نحوه وقال: «كنت أوشك على إخبار هذين السيدين بأنني أحظر على فرساني تعريض حياتهم للخطر بغير داع؛ فالرجال الشجعان لديهم مكانة خاصة عند الملك، وهو يعلم أن فرسانه أشجع رجال على الأرض.»
كان تأثير مجيء آثوس قويا على الحضور، لدرجة أن اجتمع حشد خارج الباب نصف المفتوح. ورغم أن جميع الفرسان يعلمون بجرحه، فقد احتفظ به سرا على الآخرين، قدر المستطاع. فلما سمعوا كلمات قائد الفرسان الأخيرة، لم يستطيعوا كبت تعبيرهم عن الرضا. ولاحت عدة رءوس من خلف الستار. وكان السيد دي تريفي موشكا على أن يتحدث إليهم بغلظة، لافتقارهم إلى الأدب والنظام، لولا أن آثوس سقط على الأرض مغشيا عليه.
صاح السيد دي تريفي: «طبيب! طبيبي! طبيب الملك! أمهر طبيب يمكن الحصول عليه!»
واندفع عدد من الفرسان إلى داخل الغرفة، واحتشدوا حول الرجل الجريح. ولحسن الحظ، كان الطبيب المطلوب موجودا في ذلك المبنى، فشق طريقه وسط الجمع، وطلب نقل الفارس إلى حجرة أخرى، ففتح السيد دي تريفي بابا جانبيا، وأشار إلى بورثوس وأراميس اللذين حملا زميلهما في الحال.
عاد بورثوس وأراميس مباشرة، تاركين الطبيب والسيد دي تريفي، وحدهما مع آثوس.
بعد فترة وجيزة، عاد السيد دي تريفي نفسه، وأخبرهم جميعا بأن حالة الفارس مطمئنة وليس فيها ما يدعو إلى القلق، وأن ضعفه، يرجع ببساطة، إلى ما فقده من دم.
أشار السيد دي تريفي، بعد ذلك بيده، فغادر الجميع المكتب، ما عدا دارتانيان الذي لم ينس أن لديه مقابلة رسمية، وهكذا بقي في مكانه بعزيمة الرجل الغسقوني.
الفصل السابع
अज्ञात पृष्ठ
دارتانيان يتلقى نصيحة طيبة من السيد دي تريفي لكنه لا يعيرها كثير التفات
عندما خرج الجميع، وأقفل الباب، استدار السيد دي تريفي، فوجد نفسه وحيدا مع دارتانيان.
قال وهو يبتسم: «عفوا! عفوا، فقد نسيتك تماما. ماذا بوسعي أن أفعل؟ ليس القائد بأقل من رب أسرة، يحمل مسئولية ربما أكثر من مسئولية أي أسرة عادية.»
ابتسم دارتانيان، فحكم السيد دي تريفي، من هذه الابتسامة، على أن زائره ليس غبيا. وعلى ذلك غير مجرى الحديث، ودخل في الموضوع مباشرة.
قال: «إنني أحترم أباك كثيرا، فماذا بوسعي أن أفعل للابن؟ أرجوك أن تتكلم سريعا، فوقتي ليس ملكا لي.»
قال دارتانيان: «أتيت إلى هنا، يا سيدي، كي أكون في زمرة الفرسان. ولكن بعد كل ما رأيت في هذا الصباح، فإنني أرتجف خشية ألا أكون جديرا بها.»
قال السيد دي تريفي: «حسن، أيها الشاب. إنها في الحقيقة حظوة، ولكنها قد تكون أبعد من آمالك، على عكس ما يبدو لك. وبالطبع، فإن قرار جلالته ضروري دائما، ولكن يجب أن تبرهن أولا على جدارتك في عدة معارك، أو بالخدمة المقبولة لمدة سنتين في كتيبة ما، أقل درجة من كتيبتنا.»
واستطرد قائلا: «ولكن، إكراما لرفيقي السابق، أبيك، سأفعل لك شيئا؛ فإني أعتقد أنك لم تحضر معك نقودا كثيرة.»
استجمع دارتانيان نفسه وتكلم بلهجة الفخور، قائلا في وضوح: «إنني لم آت لأطلب صدقة من أي إنسان.»
قال السيد دي تريفي: «هذا كله حسن جدا، يا عزيزي الشاب! هذا كله حسن. أعرف شيمة أولئك الغسقونيين، فأنا نفسي جئت إلى باريس وفي كيس نقودي أربعة كراونات ليس غير. وكنت على استعداد لمواجهة أي شخص يتجاسر على أن يقول إنني لست في موقف يمكنني من شراء متحف اللوفر!»
अज्ञात पृष्ठ