फुनुन इरानिया
الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي
शैलियों
ومهما يكن من الأمر فإن هذا الخزف ذا الزخارف المنقوشة فوق الدهان - والذي يعرف باسم مينايي - قد صنع بمدينة الري في النصف الثاني من القرن السادس وفي القرن السابع الهجري (في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وفي القرن الثالث عشر بعد الميلاد)، وقد عثر على أجمل القطع المعروفة منه في أطلال تلك المدينة، كما عثر في أطلالها أيضا على التحفة الوحيدة المؤرخة من هذا الخزف، وهي السلطانية المحفوظة في المتحف البريطاني، والتي ترجع إلى سنة 640ه/1242م،
55
وقد كانت سابقا في مجموعة فرنون ويذرد
Vernon Wethered . (1-12) خزف مدينة قاشان
لا ريب في أن قاشان تستحق في تاريخ الخزف الإيراني مكانة تفوق ما ظنه مؤرخو الفنون الإسلامية في السنين الأخيرة. والواقع أن ما نعرفه عن هذه المدينة أقل بكثير مما نعرفه عن سائر المدن الإيرانية الكبيرة مثل تبريز وهراة والري، ولكن حسبنا - لبيان ما كان لها من عظيم الشأن في تاريخ الفنون الإيرانية - أن كلمة «قاشاني» تستعمل للدلالة على بعض أنواع الخزف حتى اليوم، بعد أن كانت في العصور الوسطى تطلق على الخزف المصنوع في تلك المدينة، كما يظهر من قول ياقوت في معجم البلدان:
قاشان مدينة قرب أصبهان تذكر مع قم، ومنها تجلب الغضائر القاشاني، والعامة تقول: القاشي.
وفضلا عن ذلك فقد ازدهر فيها فن تحسين الخط وصناعة التحف المعدنية، وقد عثر في أطلال قاشان على كميات وافرة من شتى أنواع الخزف، كما عثر فيها على بعض الأفران وعلى نحو ثلاثين قطعة تالفة أثناء حرقها في الفرن؛ مما يدل على أنها صنعت في قاشان ولم تصدر إليها من مراكز صناعية أخرى. كما أن الجغرافيين والرحالة في العصور الوسطى لاحظوا استعمال الخزف المصنوع بمدينة قاشان في كثير من العمائر الجميلة في شتى أنحاء العالم الإسلامي.
وقد جاء كشف المخطوط الذي وجد في إستانبول مؤيدا لما نعلمه عن قاشان في صناعة الخزف؛ فإن مؤلفه أبا القاسم عبد الله بن علي بن محمد بن أبي طاهر أخصائي في هذه الصناعة، كتبه في قاشان سنة 700ه/1300م، ووصف فيه بعض العمليات الفنية في عمل الخزف، وتحدث عن مصادر بعض المواد المستعملة فيه؛ ولا غرو فقد كان من أسرة ذاعت شهرة أفرادها في هذا الميدان، ولا تزال أسماء أخيه يوسف بن علي بن محمد وأبيه علي بن محمد وجده محمد بن أبي طاهر بن أبي حسن باقية على بعض الآثار الفنية الخزفية المعروفة
56 (انظر شكل
35 ).
अज्ञात पृष्ठ