ومنهم فرقة تسمى المنصورية وهم أصحاب أبي منصور وهو الذي ادعى أن الله عز وجل عرج به إليه فأدناه منه وكلمه ومسح يده على رأسه وقال له بالسرياني أي بني وذكر أنه نبي ورسول وأن الله اتخذه خليلا وكان أبو منصور هذا من أهل الكوفة من عبد القيس وله فيها دار وكان منشأه بالبادية وكان أميا لا يقرأ فادعى بعد وفاة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام أنه فوض إليه أمره وجعله وصية من بعده ثم ترقى به الأمر إلى أن قال كان علي بن أبي طالب عليه السلام نبيا ورسولا وكذا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وأنا نبي ورسول والنبوة في ستة من ولدي يكونون بعدي أنبياء آخرهم القائم وكان يأمر أصحابه بخنق من خالفهم وقتلهم بالاغتيال ويقول من خالفكم فهو كافر مشرك فاقتلوه فإن هذا جهاد خفي وزعم أن جبرئيل عليه السلام يأتيه بالوحي من عند الله عز وجل وأن الله بعث محمدا بالتنزيل وبعثه هو يعني نفسه بالتأويل فطلبه خالد بن عبد الله القسري فأعياه ثم ظفر عمر الخناق بابنه الحسين بن أبي منصور وقد تنبأ وادعى مرتبة أبيه وجبيت إليه الأموال وتابعه على رأيه ومذهبه بشر كثير وقالوا بنبوته فبعث به للمهدي فقتله في خلافته وصلبه بعد أن اقر بذلك وأخذ منه مالا عظيما وطلب أصحابه طلبا شديدا وظفر بجماعة منهم فقتلهم وصلبهم
पृष्ठ 39