قال: نعم، وشر من ذلك أن المساهمين أقروا على إلحاق التبعة بكم، وعزموا على إبلاغ الحكومة شكواهم منكم زاعمين أنكم خدعتموهم وغششتموهم، فصاح الكونت غاضبا وهو يقول: ومن ذا يتجرأ على هذا الزعم الكاذب واتهامنا بسرقة؟
قال: ليس يعني المساهمين إلا أن التبعة واقعة عليكم جميعا، وقد أوجبوا عليك دفع مليون من الفرنكات إذا شئت أن تخلص من هذه الورطة المشئومة سالم الشرف.
فانسكب العرق البارد من جبين الكونت وقال: من حسن الحظ أن القدر الذي يطلبونه ليس بجسيم أعجز عن دفعه.
وقال أنيبال: يسرني ما أسمعه منك؛ لأنني غير مطلع على شئونك المالية، وكنت خائفا من أن تكون عاجزا عن تحمل تلك الخسارة.
قال: إنني وفقت إلى استثمار أموالي في الهند، ولما انفسخ زواجي بابنة الأميرال فيرمين دي لامارش بلغ ما لدينا من المال مليونان، ومن أصل هذه القيمة تقدير منزلنا هذا بأربعمائة ألف فرنك، فبقي من المليونين مليون واحد وستمائة ألف فرنك، دفعت منها لابنة الأميرال ثمانمائة ألف فرنك، أما الباقي، أي: ثمانمائة ألف فرنك وهو حصتي، فمودع خزانة المصرف الهندي المرسيلي لحسابي الخاص، وفي أقل من أسبوعين يرد علي هذا المال، ولست أبالي بخسارته إذا بقيت بائنة ابنتي لم تمس ... قال: يمكنك أن تحرز لابنتك ثروة أكبر من التي تضحيها بشرف. قال: فما معنى هذا الكلام؟ أجاب: معناه أنني أمتلك ملايين عديدة، فهل تأذن لي أن أشاطر ابنتك إياها على أن أخطبها إليك؟
فتراجع الكونت دي موري وهو لا يصدق أذنيه، ثم تجلد وقال: أنت تريد أن تغدو زوج بوليت! وأنت شقيق ...
وتوقف، فقال أنيبال متمما كلامه: نعم، شقيق زوجتك، ولا أنكر أن الآنسة بوليت قد تنفر من هذا اللقب، لكن يمكنك الاعتماد علي وعلى أختي في استمالتها إلينا.
قال: ولكنك لا تعرف ابنتي!
فتبسم وقال: ليس ذا بالأمر الخطير عندي، فحسبي ما أراه كل يوم من تعلقك بها، وحب الذين عرفوها، وإخلاص بعض الخدم لها ... وما أعني إلا ملطار، أما حسنها ...
وهنا تناول صورة عن مكتب الكونت لبوليت، وقال: هذه الصورة تدل على حسنها، ولطالما تأملتها معجبا بصاحبتها، إذن فاعلم أيها العزيز أنني مغرم بالآنسة ابنتك، وقد جئتك خاطبا إياها إليك.
अज्ञात पृष्ठ