فجعل الخادم يقول: مسكينة بوليت، مسكينة بوليت!
قال: أصبت، إنها مسكينة ولا شك! إنها تستحق أن يرثى لها أكثر مما يرثى لابنة يتيمة ... لا سيما وأنها لم تعلم بالمصيبة التي نزلت بها إلا في الآونة الأخيرة.
قال: كيف لم تعلم بها؟
أجاب: لأنها كانت ضعيفة فلم تتجرأ شقيقتي على نقل النبأ السيئ إليها لئلا يؤثر في صحتها، ثم أنبأتها لكيلا تدخل هذا البيت وهي آملة أن تلقى فيه أمها، وربما أنبأتها اليوم.
قال: وارحمتاه لها! وربما علمت اليوم فقط بأن مكان أمها قد احتلته امرأة أخرى، آه يا سيدي ما أشأم تلاقي بوليت مع ... ولم يجسر الهندي على إتمام جملته، فقال الكونت بكآبة: نعم، وكنت أعتمد على مساعدتك في تعزية المسكينة.
ولكن ما دمت عازما على ترك هذا المنزل، وترك ابنتي فريسة للغم والأسى، فامض لست أمنعك.
أجاب: لا سيدي، فإنني أقيم الآن. فمد الكونت يده إلى خادمه فلثمها وبللها بدموعه. •••
هل يذكر القراء كلمة قالها أنيبال بلميري لأخته عندما أبان لها إمكان اقترانها بالكونت دي موري إذا وعدته بالمساعدة عندما يتحقق رجاؤها؟
كان أنيبال شديد الكسل لكنه إذا نوى أمرا أعد له عدته على مهل، وقد طلب مقابلة الكونت بعد يوم سباق جرى في ميدان أوتيل، وقال له: لدي أنباء جديدة عن منجم الذهب الذي في «ريونجرو»، وهو المنجم الذي خطر لك وللمركيز دي ستناي والجنزال دي سنروني أن تتولوا إدارة شركته، ولعمري فقد خدعكم رجال الأموال الذين دفعوكم إلى تولي هذه الإدارة؛ إذ أوهموكم أنه منجم غني بالذهب وهو لا يقدر بأكثر من عشرين ألف فرنك، فلم يحفل الكونت وأجاب: إذن أكون قد خسرت ألف فرنك وينقضي الأمر على هذه الخسارة.
قال: ليس الأمر ينقضي كما تتوهم، ولكن يظهر أن مساهمي الشركة قد حصلوا على براهين دامغة بأن سبائك الذهب التي زعمتم أنتم الثلاثة مديري إدارة الشركة أنها صادرة من منجم ريونجرو لم تصدر في الحقيقة إلا من منجم آخر ... فبهت الكونت في هذه المرة وقال: ذلك كذب مشين.
अज्ञात पृष्ठ