فتبسم روبر وقال: هذا إخلاص حميد، ولكن عليك أن تختصري مدة زيارتي ما دمت تخشين خطرا.
قالت: تكلم، فماذا تريد؟
أجاب: إن تأخرت عن إنجاز وعدك أحبطت تدابيري، وإذا لم أدفع المال إلى مصرف أميركي غدا قبل الظهر فإن العقد الذي أعتمد عليه في الإثراء قد يلغى ويغدو معدوما. - ولكنك تدري أن ذلك المال ليس في يدي الآن، ولا يسلم إلي إلا غدا. - نعم، غدا صباحا، ولذلك أتيت لأقول لك أن لا تؤجلي دفعه حتى بعد الظهر، ولكن أوصليه إلي حين قبضه. - لا بأس، غدا صباحا أحمله إليك ...
ولم تتم جملتها؛ لأن الباب انفتح وقتئذ، ودخل ملطار، فقال: شخصا يدعى المستر سميث أتى ليسلم سيدتي شيئا، ولكنه لم يشأ أن يضايقها فعهد إلي بتسليمها ذلك الشيء الذي كان يجب أن يسلمه الجوهري إليها غدا صباحا.
فتناولت الكونتة منه رزمة أوراق مالية، فتهلل وجهها، وأدرك روبر السبب فاهتز انفعالا؛ لأنه رأى الثروة واصلة إليه، وكاد يثب إلى رزمة الأوراق ويختطفها وينطلق بها، إلا أن وجود الخادم الهندي حال دون ما أراد، وقد بقي هذا الخادم واقفا، فقالت له الكونتة: قل للمسيو سميث إنني شاكرة له صنيعه وغدا أقابله، فلم يتحرك الخادم، فقالت الكونتة: ماذا تنتظر؟
أجاب: إن والدتك تروم الدخول، وهي الآن في الحجرة المجاورة، وها هي قد أتت ... فألقت لورانس رزمة الأوراق المالية على خوان.
أما روبر فقال في نفسه: الظاهر أنني سأرى والدتي، ولا يسوءني أن أراها لأعرف كيف تكون الأم! ولكنه لم يستشعر إلا فضولا ذهل به عن الأوراق المالية عندما دخلت والدة الكونتة وقالت: لقد أتيت قبل الوقت الذي عينته لنفسي ...
وإذ ذاك لاحظت وجود رجل غريب، فقالت لابنتها: ما أنت وحدك؟ إذن أتركك وبعد هنيهة أرجع إليك.
إلا أن روبر حياها بإجلال، فحيته بإيماءة، وتفرست في وجهه وهي صامتة، فقالت الكونتة تعرفها به: «إنه المسيو روبير بوريل يا أماه.»
فقالت: ألم أر الرجل عندك قبل الآن؟
अज्ञात पृष्ठ