قال: ويل لهما! أفي كنيسة يقدمان على مثل تلك الصفقة الفظيعة! ويل للشقيين! وخبأ وجهه براحتيه، ثم سكن ثائره رويدا رويدا وقال: إلى الغد. ففيه أرقب تلك المرأة الساقطة وأتتبع خطاها حتى أراها تجتاز عتبة الكنيسة، وأشهد تبادل الرسائل والنقود وأنا مختبئ صامت ... لأنني سأكون في معبد مقدس، ولكن حين خروجهما منه سأستخدم حقوقي!
قالت جرجونة: لا تنس أنك حلفت لي على أن تبقي على حياتها.
أجاب: حقا إنني حلفت أن لا أقتلها، ولكني لم أحلف على عشيقها، إذن سأقصي المرأة وأقتل الرجل.
فارتجفت فرحا وقالت: وماذا تفعل بعد ذلك؟ هل تذكر أنني أهواك؟
وبعد هنيهة نزل الكونت، ولقي الجوهري سميث في غرفة مكتبه، وأعطاه تحويلا على المصرف بمائة ألف فرنك. فقال الجوهري: إني ذاهب لأقبض المال في هذه الساعة وأعود إلى هنا.
قال: أحسنت أيها العزيز، فإن امرأتي يسرها الحصول على المال قبل الموعد، فمضى سميث بعد أن وعد الكونت مرة ثانية بالكتمان. •••
وفي ذلك الوقت بعينه، كان الخادم الهندي «ملطار» يحمل إلى الكونتة بطاقة عليها اسم زائر هو روبر بوريل، فارتعدت فرائصها من هذه الزيارة، وأوجست منها شرا، لكنها قالت: ليدخل يا ملطار، إنما لا تدع أحدا يأتي إلى هنا قبل ذهابه.
الفصل الخامس
وكانت الغرفة التي أدخل إليها روبير بوريل في الطبقة الثانية من المنزل، وقد اتخذتها الكونتة ووالدتها مكتبا، فكانتا تصرفان فيها كثيرا من الوقت، ولحسن الحظ أن زوجة الأميرال لم تكن فيها حينئذ. فلما وصل روبر قالت له الكونتة : كيف تجرأت على المجيء إلى هنا؟ ألم يكن موعد اللقاء بيننا غدا في الساعة الرابعة لأسلمك المال؟ ألم تقسم على أن لا تدخل بيت زوجي فقد يجيء إلى هنا ...
قال: وماذا يهمني زوجك؟ فلسنا نخشاه، وما أنا بعاشق لك! ... - ولكن لو سألني عنك، فبماذا أجيب؟ - عليك أن تقولي له إن زيارتي لا تعنيه، وأن تبرهني له على ذلك. - وكيف أبرهن له؟ ألا أضطر إلى إطلاعه على الحقيقة؟ - بلا شك. - وهل يهون علي أن أهين أفضل النساء لدي فألقي على أمي تلك التهمة الثقيلة فأفشي سرها وأمزق فؤاد زوجها؟ ألا فاعلم أنني أوثر على ذلك اتهام نفسي دونها وحسبانك عشيقا لي لا شقيقا!
अज्ञात पृष्ठ