रास्ते में
في الطريق
शैलियों
فناوله سلطانية ووقف ينتظر وصاحبنا ينظر إلى الدهليز، ثم قال اللبان: «ماتجيب امال خلينى أروح لحالى».
قال المسكين: «أجيب.. إيه»؟ - حق السلطانية.
فألهم مرة أخرى أن يقول: «الصبح.. عندنا ضيوف.. ما أقدرش أنادى سيدى دلوقت».
فمشى اللبان ومسح الرجل عرقه ووقف يستعيد انتظام أنفاسه، وقد دار برأسه أن خير ما يصنع هو أن يخرج وراء اللبان وأمره لله فى هذه الليلة المنحوسة، ولكن القدر أبى إلا أن يعد له مفاجأة أخرى أدهى وأمر.
ذلك أن الفتاة كانت قد وصلت ونقرت على حافة النافذة، فخف إليها حامد وانثنى على النافذة يقبلها، ثم اعتدل وهم بأن يقول لها إنه سيخرج لها حالا وإذا بها تستوقفه وتسأله: «من عندك»؟ وتشير إلى الدهليز، فقد رأت بابه يختفى فيه شبح، فعجب حامد لسؤالها ونفى لها أن أحدا عنده، ثم نظر إلى حيث كانت تنظر محدقة فخيل إليه أنه يسمع أصواتا، فقال: «انتظرى» وخرج.. ولكنها لم تنتظر، فقد كانت فتاة عملية، وكانت تحب حامدا وتقرأ الروايات البوليسية، فجمح بها خيالها وجسم لها الأمر، وأوهمها أن خطرا عظيما قد أحدق بفتاها.. فذهبت تعدو إلى أقرب شرطى وجرته من ذراعه جرا، فقد كانت خطوته بطيئة وهى تريد أن تطير.
وفى أثناء ذلك كان حامد قد خرج، فألفى أباه واقفا وراء باب الشقة، فقال حين رآه: «يا شيخ ظنناك لصا».
فسأله أبوه: «من عندك»؟ فخطر لحامد أن هذا هو الليلة سؤال الناس كلهم، فضحك وقال: «لا أحد.. لماذا لا تدخل.؟ لماذا تقف هكذا»؟
وتذكر أن الفتاة واقفة عند النافذة، ولم يدر كيف يفسر لأبيه وجودها. نعم، يستطيع أن يقول إنها جارته - وهذا صحيح - وأنها مرت به فوقفا يتبادلان التحية، ولكن أباه رجل محافظ ثم إنه يريد أن يعرف أباه بها أحسن تعريف. على أن تفكيره فى هذا لم يطل، فقد سمع حركة فى المطبخ فمشى إليه مستغربا وضغط زر الكهرباء.. فاذا صاحبنا الذى تركناه هناك حائرا بين البقاء والهرب يمد يده إلى سلطانية اللبن، وقد خطر له أن خير ما يصنع هو أن يأكلها قبل الخروج، فلا يكون قد خرج من المولد بلا حمص كما يقول المثل.
وبقيت يد الرجل ممتدة لا هى تصل إلى السلطانية ولا هى تنثنى إلى صاحبها، فقال حامد: «ماذا تصنع هنا»؟ فتلعثم قليلا، ثم قال: «جوعان»!
قال حامد: «أهو ذاك؟ ومن أين دخلت»؟
अज्ञात पृष्ठ