ما فهمه الشيخ من حديث الفئام
أما استدلال الشيخ وفقه الله (ص5) بحديث الفئام ولفظه الذي ذكره الشيخ هو: (يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون: نعم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون: نعم فيفتح لهم).
أقول: أولا: الحديث لم يذكره الشيخ بلفظه وهناك سقط من ألفاظه مثل (فيفتح لهم) في الفئام الثانية ولفظة (من صحب) في الفئام الثالثة من آخر الحديث ولعل الخطأين من الناسخ.
ثانيا: لفظ (الرؤية) في هذا الطريق (هل فيكم من رأى رسول الله) لفظ شاذ انفرد به زهير بن حرب عن شيخه سفيان بن عيينة وخالفه عشرة من كبار الحفاظ وهم علي بن المديني وأحمد بن حنبل والحميدي وسعيد بن منصور وعبدالله بن محمد المسندي وقتيبة بن سعيد وإبراهيم بن بشار ومحمد بن يحيى بن أبي عمر وعباس بن الوليد وحامد بن يحيى فكل هؤلاء رووه عن سفيان بن عيينة بلفظ: (هل فيكم من صحب رسول الله أو هل فيكم من صاحب رسول الله) وإن لم يكن لفظ زهير شاذا فليس هناك معنى للحديث الشاذ على أنه لو ثبت لفظ زهير لما غير شيئا من النظرية كما سنبينه.
وقد روى ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن أبي سعيد بلفظ (الصحبة) أيضا وهذا مخرج آخر للحديث.
ثالثا: على التسليم بأن الثابت في اللفظين (من رأى) -وهذا باطل- فهل المقصود (مجرد الرؤية) أم الصفات التي يتصف بها صاحب الرؤية؟
إذا قلتم: إن الفضيلة حصلت بمجرد الرؤية، فهذا مردود لأنه قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثير من المنافقين ولهم اسم الصحبة العامة.
पृष्ठ 45