والدليل على ذلك أنه لو كان المتخاصم مع أبي بكر هو علي بن أبي طالب مثلا فهل سيقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم له: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبوبكر: صدقت وواساني بنفسه وماله... إلخ؟) كلا، لن يقول ذلك لتقدم إسلام علي؛ إذن فلو كان المتخاصم مع أبي بكر أحد السابقين الأولين كعلي وزيد بن حارثة وأبي عبيدة بن الجراح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعثمان وعمار وخباب ونحوهم لما خاطبهم النبي بما خاطب به عمر لأنهم لم يكونوا من الذين قالوا:كذبت؛ بل كانوا من المسارعين إلى الإسلام بخلاف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد تأخر إسلامه ست سنوات كما سبق أن ذكرنا ولم يسلم إلا بعد أكثر من (180) صحابي وصحابية وبعد هجرة الحبشة وكان المهاجرون للحبشة أكثر من مئة وبقي في مكة نحو الثمانين أو أكثر، ولكن عمر رضي الله عنه استدرك ما فاته من الخير بحسن البلاء والإنفاق في سبيل الله والهجرة، حتى أدرك فضل كثير ممن سبقوه فرضي الله عنه وعنهم.
पृष्ठ 44