फि सुहबा वा सहाबा
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
शैलियों
وفي لفظ: ((لا يزال أمر الناس صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش)).
((لا يزال الإسلام عزيزا منيعا ظاهرا على من ناوأه... حتى يملك اثنا عشر كلهم من قريش)).
((لا يزال هذا الأمر ماضيا حتى يقوم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش)).
فكل هذه الألفاظ شبه صريحة على ما ذكرناه من ذم هؤلاء الأمراء لا مدحهم.
وفي لفظ: ((لا يزال أمر هذه الأمة هادئا على من ناوأها حتى يكون فيهم اثنا عشر أميرا...)).
يعني فيكونون سبب الفتنةويشهد له حديث حذيفة المشهور كما سيأتي.
فهذه الألفاظ وهي الأقوى تؤكد أن الأمة ستكون صالحة متماسكة وأن الدين سيبقى عزيزا منيعا حتى يقوم هؤلاء (الأغيلمة السفهاء فيكون فساد الأمة وهلاكها على أيديهم) بل بعض الألفاظ يدل عليه مثل: ((لا يزال هذا الأمر في مسكة وفي علياء حتى يملك اثنا عشر من قريش)).
الثالث: أن هذا التفسير لا يتناقض مع الأدلة الأخرى التي تذم الملك العضوض بل تصبح متسقة متسايرة في المعنى ويفسر بعضها بعضا، فنصبح نقرأ الأحاديث في ذم أمراء بني أمية قراءة متسقة لا نخشى أن تناقض أحاديث أخرى فنعرف أنهم (الأغيلمة السفهاء الذين كان فساد الأمة على أيديهم) وأن منهم (الفئة الباغية التي تدعو إلى النار) وأنه بهم (يبدا الملك العضوض) (وأنهم أول من يغير سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغير ذلك من الأحاديث التي لا يجوز أن نحاربها أو نهملها من أجل تفسير ظني بل باطل لحديث آحادي اختلف في لفظه على جابر بن سمرة مع انتقاء بعض ألفاظه الغريبة وإهمال الألفاظ الأقوى والأشهر.
وعلى أية حال: فليست هذه أولى تحريفات وخدعات النواصب؛ فالنواصب كثيرا ما يعملون الالتفاف على الأحاديث التي في ذم بني أمية مثلما جعلوا: ((لا أشبع الله بطنه)) في مدح معاوية، وجعلوا ((الفئة الباغية)) بمعنى الطالبة بدم عثمان وجعلوا لعن معاوية لعلي وقتاله له مما يؤجر عليه معاوية.
पृष्ठ 151