फि सुहबा वा सहाबा
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
शैलियों
وإذا كان بعض هؤلاء الولاة خامل الذكر وقد لا يكون من أسباب الفتنة فقد يدخل قرشيون آخرون بدلا منهم كمحمد بن أبي حذيفة (قرشي) أو عمرو بن العاص (قرشي) أو عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى (القرشي) والي حضرموت أو يعلى بن أمية الثقفي (حليف قريش وحليف القوم له حكمهم)، وقد كان عمرو بن العاص ومحمد ابن أبي حذيفة يحرضان على عثمان رضي الله عنه فشاركا في اختلاف الأمة وضعفها وتنازعها وقد ولي مصر عمرو بن العاص في أول عهد عثمان ومحمد ابن أبي حذيفة في آخر عهد عثمان بعد أن تغلب على مصر تغلبا، صحيح أن لعثمان ولاة من غير قريش لكن لم تكن لهم قوة وتم عزل أكثرهم واجتمع الأمر بأيدي هؤلاء (الأغيلمة القرشيين) وكانوا سبب مقتل عثمان ثم الفتنة إلى يومنا هذا، وليس السبب عبدالله بن سبأ كما توهمه سيف بن عمر فهذا لم يدل عليه حديث مأثور ولا رواية صحيحة بعكس (الأغيلمة القرشيين) فهؤلاء جاء أنهم سبب فساد الأمة في أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما ولا يجوز تقديم روايات أهل الكذب كسيف بن عمر على روايات المؤرخين الثقات فضلا عن أحاديث الصحيحين ومعنى الحديث أن الإسلام سيكون منيعا ظاهرا حتى يليه هؤلاء فيبدأ الضعف.
وهذا التفسير أقرب للصواب لعدة أمور:
الأول: أن اللفظ الأقوى هو (أمراء) لا (خلفاء) ولفظ (أمراء) لفظ البخاري، واللفظ الأقوى من ألفاظ مسلم لفظ آخر محايد (اثنا عشر رجلا) وهذا أقوى من لفظ (الخلفاء) فلفظة (الخلفاء) يبدو أنها مروية بالمعنى.
الثاني: أن أكثر ألفاظ الحديث توحي بذم هؤلاء لا مدحهم كما في قوله: ((لا يزال هذا الأمر ظاهرا لا يضره خلاف من خالفه حتى يؤمر اثنا عشر من أمتي كلهم من قريش)).
وفي لفظ: ((لا يزال الأمر ظاهرا حتى يكون اثنا عشر أميرا كلهم من قريش)).
وفي لفظ ثالث: ((إن هذا الأمر لن ينقضي حتى يكون فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش)).
وفي لفظ: ((لا يزال هذا الدين قائما حتى يقوم اثنا عشر خليفة)).
पृष्ठ 150