نظرة في الروايات الجديدة
أورد الدكتور العودة نصوصا جديدة لم يذكرها في مقالاته في صحيفة الرياض وذكر أن هذه النصوص (أقدم وأوثق مما ذكره الهلابي!) وذكر منها ما يلي:
النص الأول: عن ابن عباس: ذكر العودة نص ابن عباس من رواية ابن عدي عن الساجي عن ابن المثنى عن عثمان بن الهيثم عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس وفي النص قول ابن عباس (إذا كثرت السبئية بالكوفة استكفت أهلها).
أقول: أين تطبيق منهج المحدثين هنا يا دكتور؟ ألا تعلم أن في إسناد الرواية عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي وأنه (متروك واتهم بالكذب) فقد قال فيه سفيان الثوري (كذاب) وقال وكيع: (كانوا يقولون إن عبد الوهاب لم يسمع من أبيه) وجزم بذلك ابن حبان -والرواية التي نقلها العودة من روايته عن أبيه- وقال الإمام أحمد بن حنبل (ليس بشيء..) وقال الدارقطني: (ليس بشيء) وقال الحاكم: (روى أحاديث موضوعة) وقال النسائي: (ليس بثقة ولا يكتب حديثه) وقال ابن الجوزي: (أجمعوا على ترك حديثه) ! وضعفه بقية المحدثين مثل يحيى بن معين وأبو حاتم والجوزجاني وابن عدي وابن سعد والبخاري وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وابن المديني ولم يوثقه أحد فهو أخو سيف بن عمر في الكذب والوضع فكيف يزعم الدكتور أن هذه الرواية موثوقة؟!وكنت أتمنى من الدكتور العودة أن يطهر أدلته من هؤلاء الكذابين وأن يطبق المنهج الذي يستنكر على الهلابي عدم تطبيقه!.
النص الثاني: ثم ذكر الدكتور العودة نصا آخر عن الشعبي وهو قوله: (لم أر قوما أحمق من هذه السبئية).
وفي الإسناد مجالد بن سعيد الهمداني وهو قريب من سيف في الضعف (راجعوا ترجمته في التهذيب والميزان).
فهذه النماذج التي نراها في كتابات الدكتور العودة تدل على الشح الكبير في الروايات القوية التي يثبت بها (وجود) عبد الله بن سبأ فضلا عن (دوره في الفتنة) ! مما ألجأ الدكتور لأمثال سيف ومجالد وابن مجاهد!
पृष्ठ 59