هكذا إذن؟!!
فالدكتور العودة هنا استل سيف بن عمر من أحكام أهل الحديث كما تستل العصا الغليظة من خمير العجين، أعني أستلالا واضحا مرئيا، وليس خفيا، وهذا للأسف ديدن معظم المؤرخين الإسلاميين وأنا هنا أنقد دارسي التاريخ الإسلاميين المعاصرين أكثر من غيرهم لأنهم شوهوا منهج المحدثين بالازدواجية التطبيقية والانتقائية المؤسفة أما غيرهم من سائر المؤرخين من شتى المذاهب فلم يدعوا -بتشديد الدال- تطبيق المنهج ؛ ولم يدعوا إليه نظرية ولا تطبيقا وعلى هذا فلن يستطيعوا تشويهه حتى وإن خالفونا مخالفة جذرية في النظرية تلك المخالفة التي أعذرهم فيها لأنهم يرون تطبيقات مثل الدكتور العودة واستغلاله لهذا المنهج استغلالا مذهبيا ضيقا مع استغفال من يجهل هذا المنهج من المناقشين والمشرفين فضلا عن الطلاب.
إذن فمن أسباب عدم اقتناع بعضهم بمنهج المحدثين هو سوء التطبيقات التي يرونها عند بعض المؤرخين الإسلاميين التي تظهر منها الازدواجية والانتقاء وغيرها من العيوب التي تبدو ظاهرة في كتابات الدكتور العودة ولذلك أرى أن بعض المؤرخين من الإسلاميين أكثر ضررا على منهج المحدثين من المستشرقين والشيعة الذين يتباكى الدكتور من كتاباتهم مع أنه قد نهل منها حتى ارتوى!، فما شوه هذا المنهج إلا كتابات أبنائه ممن لا يحسنونه حتى وإن كانت كتاباتهم بحسن نية وحبا في الرد على المخالفين والظهور بمظهر الحريص على عقيدة الأمة!.
पृष्ठ 48