أما مسألة وجوده فموضوع سهل جدا، ليس موطن المعركة الحقيقي، ليس له عندي كبير أهمية، ولا ريب أن نفيي لدور عبد الله بن سبأ في الفتنة أعني به ذلك (الدور الأسطوري الكبير) الذي ينسبه إليه سيف بن عمر من تنقلاته بين البلدان وتحريضه على عثمان حتى قتل وإشعاله حرب الجمل ونحو هذه من الأحداث العظام التي زعمها سيف بن عمر، لا ريب أن نفيي لهذا سيضر رسالته الدكتور العودة، لأن نفي هذا الدور الكبير (الأسطوري) هو نفي ل 95
من أخبار عبد الله بن سبأ لأن بقية الأسانيد - من غير سيف - إنما تتحدث عن رجل يغلو في علي بن أبي طالب وله بعض العقائد والذوذات الفقهية فقط!فنفيي لأخبار عبد الله بن سبأ (في الفتنة) سيأتي على رسالة الدكتور العودة برمتها! فقد كان الهدف منها ظاهرا في عنوانها هو: (إثبات دور عبد الله بن سبأ في أحداث الفتنة في صدر الإسلام) ! وعلى هذا آمل أن يعرف القراء سر (الدفاع المستميت) من الدكتور العودة عن سيف بن عمر! لأن سقوط سيف عند الدكتور ليس بالأمر السهل! إذ يعده الدكتور العودة سقوطا كاملا لرسالته وقدرته على البحث التاريخي وتاريخه العلمي والأكاديمي! فالمسألة أكبر عنده من تضعيف راو من الرواة، فيجب التنبه لهذا جيدا، فهو يفسر مواقف الدكتور كلها، حتى ردوده (العقدية) وخطبه (التحذيرة) مني ومن أمثالي! وما يفعله أخيرا من ترك (الذب) عن سيف وابن سبأ إلى (الذب) عن العقيدة السلفية! إنما الهدف منها (الذب) عن سيف بن عمر الذي هو (ذب) عن رسالة الدكتور الذي هو (ذب) مكانته في جامعة الإمام كعميد لأحد كلياتها، فالعملية سلسلة (مذبذبة) مترابطة، بدأت (بالذب) الكذابين وانتهت (بذبذبة) الصادقين!.
पृष्ठ 36