وقد أعلى القديس أمبروز وأتباعه قيمة الأنشودة الدينية
hymn
في الموسيقى الكنسية. وليس في وسعنا أن نجزم إن كانت الألحان المستخدمة في هذه الأناشيد من أصل شعبي فحسب، أم أن جزءا غير قليل منها كان من تأليف القساوسة أنفسهم. وعلى أية حال فإن القالب اللحني للأنشودة القديمة كان بسيطا، مما ساعد دون شك على قبولها في الكنيسة، وذيوعها بين الناس. ولضمان أعظم قدر من البساطة كان كل مقطع في النص الكلامي تخصص له نغمة واحدة من الموسيقى.
ولقد كان اللحن، في الأناشيد الجريجورية، خاضعا للنص الكلامي، ولما كان الإنشاد يستخدم إطارا لحنيا لنص مقدس، فقد تعين على اللحن ألا يكون معقدا، وأن يكتفي بالقيام بدور الأساس الخلفي لذلك النص. وتضمنت الأناشيد كثيرا من الألحان العبرانية التي أخفيت فيها ببراعة، كما حملت الأناشيد الجريجورية آثار النظام الموسيقي اليوناني، أما أصل العلامات (النومس)
neumes
المستخدمة في الأناشيد، فما زال سرا إلى حد ما، ونحن نعلم أن العبرانيين قد استخدموا إشارات المقاطع المتحركة في غناء تراتيلهم، ولكنا لا نعلم إن كان ذلك قد أثر في المسيحيين، أم أنهم وضعوا نظامهم الخاص في العلامات (النومس)، أو كيف ومتى وضعوا هذا النظام.
وقد ذكر إيزيدور الإشبيلي
Isidore of Seville (570-636م) أن قدرا كبيرا من الموسيقى المعروفة في عصره كان يحفظ عن ظهر قلب، وينقل بالتلقين إلى أجيال أخرى، ولولا ذلك لضاع إلى الأبد. ولم يخترع التدوين إلا بعد أربعة قرون، على يد جويدو داريتسو
Guido dArezzo ، الذي قال: «إن أي نتيجة فيزيائية لا تكون لها قيمة موسيقية ما لم تؤيدها الأذن.» والذي اخترع أيضا أول أشكال السلم كما نعرفه اليوم. وقد اختلف المؤرخون حول تحديد دوره بدقة، ولكن في وسعنا أن نفترض، دون أن نخشى الوقوع في الخطأ، أن جزءا كبيرا من الأعمال المنسوبة إليه صحيح تاريخيا؛ فقد وضع جويدو نظاما أدى إلى «السولفيج» الذي نستخدم فيه مقاطع لفظية لقراءة المدونات، وقد أخذ أنشودة القديس يوحنا المعمدان، واستمد المقطع الأول من كل بيت للدلالة على درجة مختلفة في السلم والنص اللاتيني لهذه الأنشودة هو:
Ut queant laxus Resonare Fibris
अज्ञात पृष्ठ