ثانيًا: التعريف بالبلقيني (١):
١ - اسمه، ولادته، دراسته وتفوقه العلمي:
هو شيخ الإسلام الحافظ سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني (٢)، المصري، الشافعي، (مفخرةُ القرن التاسع في الجمع بين علوم التفسير والحديث والأصول والفقه) (٣).
ولد في بُلقِينة (من غربية مصر) سنة ٧٢٤ ونشأ وتعلّم بها، ثمَّ قدم القاهرة مع والده، وله اثنتا عشرة سنة، فعَرَض محفوظاته على جماعة منهم العلامة تقي الدين السبكي، فبهرهم بذكائه، وكثرة محفوظه، وسرعة فهمه. وأجاز له من دمشق الحافظان المزي والذهبي وغيرهما.
٢ - مكانته العلمية، وثناء الأعلام عليه:
وهو ممن اشتهر اسمه، وعلا ذكره، واجتمع الطلبة للاشتغال عليه بكرة وعشيًّا، وصار إمامًا يشار إليه، ومرجعًا في الإشكالات والفتاوى، وأتته الفتاوى من أقطار بعيدة ورحل الناس إليه من الأقطار النائية، وكان يخضع له كلُّ من يجتمع به لكثرة استحضاره، وأنه طبقةٌ وحدَه فوق جميع الموجودين.
وأثنى عليه علماء عصره، وعظّمه أجلّاء شيوخه كأبي حيان النحوي، فإنَّه كَتَب له في الإجازة ما لم يَكتُب لأحدٍ قبله، علمًا بأن سِنّ البلقيني إذ ذاك كان دون العشرين. وقد عُمّر البلقيني وتَفَرَّد، ولم يَبْقَ من يزاحمه.
_________
(١) ينظر: لحظ الألحاظ لابن فهد ص ٢٠٦ - ٢١٧ وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤: ٤٢ - ٥٢ والضوء اللامع ٦: ٨٥ - ٩٠ والبدر الطالع ١: ٥٠٦ وشذرات الذهب ٧: ٥٠ والأعلام للزركلي ٥: ٤٦.
(٢) أفاد الزركلي في الأعلام ٥: ٤٦ أن هذه النسبة تُنطق بفتح القاف وبكسرها، وأن الكسر أشهر.
(٣) دراسات الكاشف للذهبي، بقلم الشيخ محمَّد عوامة ١: ٢٦٥.
1 / 77