الألفاظ والعبارات الرصينة اللائقة بمقام الشيخ، فيقول مثلًا: في كلام الشيخ نظر، أو ليس بجيد، أو ليس كذلك. . . . وهكذا إلخ.
هذا من جهة، ثمَّ من جهة أخرى: يقتضي الالتزام بمنهج (أخلاقيات النقد)، أن يُقتصر فيه على القدر اللازم من النقد، كما ينبغي أن يُلتزم فيه بالموضوعية. وكل ذلك نلحظه ونستفيده من طريقة الإمام البلقيني في تعليقاته في هذا الكتاب.
ثامنًا: مصادر البلقيني في الكتاب، وطريقته في العزو:
١ - الكتاب كما سبق مرارًا، أمالٍ من البلقيني، ولذا فلا ذكر فيه للمصادر إلا قليلًا.
٢ - فالأحاديث لم يعزُها البلقيني إلى مصادرها إلا أحيانًا، وإلا فإنَّه يُطلق ذكر الحديث بدون عزوٍ.
٣ - وجملة المصادر الحديثية التي سماها: سنن أبي داود، وسنن ابن ماجه، وسنن البيهقي، وسنن الدارقطني، و(مسند الفردوس) للديلمي، و(تاريخ أصبهان) لأبي نُعيم صاحب (حلية الأولياء) (١)، ومن كتب النووي: (الأذكار) و(رياض الصالحين) وشرح مسلم؛ وشرح (عمدة الأحكام) لابن دقيق العيد (٢) (أورده البلقيني بقوله: القشيري شارح (العمدة».
_________
(١) ويُعرف أيضًا باسم: (أخبار أصبهان). ينظر: الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم للطناحي ص ٥٣. والكتاب يُذكر ضمن المصنفات الحديثية -وإن كان اسمه لا يُوحي بذلك- لأنه يشتمل على تراجم محدّثي مدينة أصبهان، فقد قال مؤلفه في بدايته ص ١٩: (أما بعدُ، فإن بعض الإخوان رعاهم الله، سأل الاحتذاء بمن تقدَّمَنا من السلف ورواة الحديث، في نظم كتابٍ يشتمل على أسامي الرواة والمحدّثين من أهل بلدنا بلد إصبهان، ممن حَدَّث بها ...). وينظر: الرسالة المستطرفة للكتاني ص ١٣١.
(٢) وهو المشهور المطبوع باسم (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام)، وليست هذه =
1 / 60