قوله: (ولا يعاقب إلا بالخطيات ولا يثيب إلا بعمل الحسنات)، هذا مذهبنا وجوز الأشعرية على الله عقاب من لم يعصه وثواب من لم يطيعه هؤلاء، وقطع بعضهم على أنه يعذب أطفال المشركين بذنوب آبائهم واحتجوا بقوله تعالى: [ ] { ليحملوا أوزارهم كافة يوم القيامة ومن أوزار الذين } (1) وبما رووه عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لما سألته خديجة عن أحوال أطفال لها ماتوا في الجاهلية فقال: [ ]((لو شئت لأسمعتك صعائهم في النار)) (2) والدليل على صحة ما ذهبنا عقلي وسمعي.
أما العقلي فقولنا: إذا العلم وتعظيم غير مستحق من القبيحات يزيد أنه إنما لم يعاقب إلا بالخطيات لأنه لو عاقب غير مخطي لكان ظلما، أن فيه حقيقة وهو الضرر العادي عن جلب نفع أو دفع ضرر والظلم قبيح والله يتعالى عن ذلك، لو أثاب من لم يطعه كان قد عظم غير مستحق التعظيم لأن الثواب من شأنه الإجلال والتعظيم، وذلك قبيح ألا ترى أنك لو عظمت الأجانب كتعظيم الوالدين أو الكفار كتعظيم الأنبياء والمسيء كتعظيم المحسن، لقبح ذلك منك. فإن قلت: مذهبنا أن الأطفال إلى الجنة وهم لا يستحقون تعظيما.
قلت: هم متفضلين عليهم ولا تعظيم في التفضيل كالعوض لأن العوض مستحق ما فرق بين الأمرين.
पृष्ठ 42