أي الأخلاق كما ندعوه الآن، وكان يقصد «بالأثيكة» عند فلاسفة اليونان «علم الحياة السعيدة» وفي هذا يقول ترنر: «وقف القورينيون من المنطق والطبيعيات موقف التحفظ، بل النفور؛ فإنهم جروا على ما جرى عليه الكلبيون من القول بأن التأمل يبور ولا ينتج، إلا إذا كانت له صلة بالأخلاق التي يصل الإنسان من طريقها إلى السعادة،
21
فهو في هذا رقعة من سقراط وجزء منه لا يتجزأ، كما كانت تهزه من أعماقه نفس العوامل التي هزت سقراط.
أما إكبابه على الاستجلاء، وجلده على الاستقصاء، ثم الضبط والتحديد في بحث مبادئ الأخلاق، فصفات لا نكون مخطئين إذا قلنا إنه أخذها في الغالب عن سقراط.»
غير أن هذا الميل قد ظهر في أرسطبس ملابسا صورة تختلف في جوهرها عن الصورة التي ظهر بها في أستاذه، فإنه في الأسلوب - ويقصد به هنا أسلوب البحث، لا أسلوب النثر والترسل في الإنشاء - يشايع الفيلسوف «أنطثنيز
Antisthenes »
22
فكلاهما نبذ الخطابيات والبحث وراء التعاريف والحدود، واتخذ من الحقائق الجامدة قاعدة يرتكز عليها في البحث، واستوحش من الفكرات المجردة والفروض.
ذلك في حين أن القورينيين يختلفون عن الكلبيين في تعريف السعادة، فإن الفضيلة عند الكلبيين هي السعادة، فهم في ذلك أقرب ما يكون إلى سقراط، أما القورينيون فيقولون بأن اللذة خير في ذاتها، وأن الفضيلة خير باعتبارها وسيلة للذة.
23
अज्ञात पृष्ठ