ثم إن بخت نصر سار إليها بمن معه حتى أحاط بالقرية هو وجنوده، وحصرهم سبعة أشهر حتى أكلوا أخلاءهم وشربوا أبوالهم، ثم إنهم أخرجوا أرميا -عليه السلام- عند ذلك، [حين] حصرهم بخت نصر، فقصروا شعره وكسوه، ثم قال: تشفع لهم إلى الله تعالى. فأوحى الله تعالى إليه: أليس هم الذين فعلوا بك ما فعلوا، فلن أشفع لهم، ولو شفع إلي إبراهيم عليه السلام، ولو خرج موسى -عليه السلام- من قبره ما شفعته حتى أبلغ فيهم أمري. ثم إن أرميا قال لهم: إني قد شفعت إلى ربي عز وجل فرد علي كذا وكذا. فقالوا: ما ترى؟ قال: أرى أن تفتحوا [الباب] فيهلك من يهلك، ويبقى من يبقى، خيرا من أن تهلكوا في الحصار جميعا. ففتحوا الباب.
पृष्ठ 33