135

दुर्रत गव्वास

درة الغواص في أوهام الخواص

अन्वेषक

عرفات مطرجي

प्रकाशक

مؤسسة الكتب الثقافية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٨/١٩٩٨هـ

प्रकाशक स्थान

بيروت

مِنْهُ، ثمَّ الْتفت إِلَى قَاضِي الْقُضَاة أبي عمر، فَسَأَلَهُ فتنحنح القَاضِي لاصلاح صَوته، ثمَّ قَالَ: قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَمَا أَتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا﴾ وَقَالَ النَّبِي ﷺ اسْتَعِينُوا فِي الصناعات بِأَهْلِهَا.
والأعشى هُوَ الْمَشْهُور بِهَذِهِ الصِّنَاعَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَقد قَالَ:
(وكأس شربت على لَذَّة ... وَأُخْرَى تداويت مِنْهَا بهَا)
ثمَّ تلاه أَبُو نواس فِي الْإِسْلَام فَقَالَ:
(دع عَنْك لومي فان اللوم إغراء ... وداوني بِالَّتِي كَانَت هِيَ الدَّاء)
فأسفر حِينَئِذٍ وَجه حَامِد، وَقَالَ لعَلي بن عِيسَى: مَا ضرك يَا بَارِد أَن تجيب بِبَعْض مَا أجَاب بِهِ قَاضِي الْقُضَاة
وَقد استظهر فِي جَوَاب الْمَسْأَلَة بقول الله تَعَالَى أَولا، ثمَّ بقول الرَّسُول ﷺ وَسلم ثَانِيًا، وَبَين الْفتيا وَأدّى الْمَعْنى وتفصى من الْعهْدَة، فَكَانَ خجل عَليّ بن عِيسَى من حَامِد بِهَذَا الْكَلَام أَكثر من خجل حَامِد مِنْهُ لما ابتدأه بِالْمَسْأَلَة.
[١٠٩] وَيَقُولُونَ لمن أَصَابَته الْجَنَابَة: قد جنب، فيوهمون فِيهِ، لِأَن معنى جنب أَصَابَته ريح الْجنُوب، فَأَما من الْجَنَابَة، فَيُقَال فِيهِ: قد أجنب
وَجوز أَبُو حَاتِم السجسْتانِي فِي جنب، واشتقاقه من الْجَنَابَة وَهِي الْبعد، فَكَأَنَّهُ

1 / 143