الباب الثاني: في ذكر فتح المدينة:
١٧ - قالت عائشة (^١) ﵂ «كُلُّ البلادِ فُتِحَتْ بالسيفِ، وافتُتِحتْ المدينةُ بالقرآن» (^٢).
١٨ - قلتُ: وذلك أن النبي الله ﷺ كان يَعرِضُ نَفْسَهُ في كلِ موسمٍ على قبائلِ العرب، ويقول: «ألا رجلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؛ فَإِنَّ قُريْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ
_________
(^١) عائشة: بنت أبي بكر الصديق ﵂، أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقًا، وأفضل أزواج النبي الله ﷺ إلا خديجة، ففيهما خلاف شهير، ماتت سنة سبع وخمسين على الصحيح. ع.
تقريب التهذيب، رقم ٨٦٣٣، ص ٧٥٠.
(^٢) تخريج الحديث رقم (١٧):
أخرجه العقيلي في الضعفاء ٤/ ٥٨، وقال: حدث به ابن زبالة، وهو كذاب، لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه.
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات ٢/ ٥٩٦، حديث رقم ١١٦٧.
والكامل، لابن عدي ٦/ ٢١٨٠.
اللآلئ المصنوعة، للسيوطي ٢/ ١٢٧.
قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية ١/ ٣٦٩: تفرد به محمد بن الحسن بن زبالة، وكان ضعيفًا جدًا، وإنما هو قول مالك، فجعله ابن زبالة حديثًا مرفوعًا، وأبرز له إسنادًا.
أخرجه الخطيب في الرواة عن مالك من طريق ذؤيب، عنه، وذؤيب؛ قال أبو زرعة: ذؤيب صدوق، وقال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه من غير روايات شاذات عنه، وأخرج حديثه الحاكم في المستدرك، ومنها عن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن مالك، وإبراهيم بن حبيب من رجال النسائي، ووثقوه، وهذا أصلح طرق الحديث المرفوعة.
ينظر: التنزيه ٢/ ١٧٢، فالحديث ضعيف مرفوعًا، صحيح من قول مالك بن أنس وليس بموضوع. والله أعلم.
1 / 92